أكد اللواء علي بن حباب النفيعي قائد قوات أمن الحج على اكتمال كافة الاستعدادات الأمنية المشاركة في موسم حج هذا العام 1426ه. وقد ألقى اللواء علي الضوء على عدد من الموضوعات الأخرى المتصلة بمهام ومسؤوليات قيادة قوات أمن الحج والتي نستعرضها في الحوار التالي: ٭ ما هي أبرز الاستعدادات التي أعدتها قيادة قوات أمن الحج لموسم حج هذا العام؟ - يضطلع الأمن العام بأعباء كبيرة في تأمين السلامة للحجاج وتوفير الأمن والطمأنينة لهم جميعاً، كما تسير دوريات أمن الطرق على جميع الطرق الطويلة المتصلة بمنافذ المملكة البرية والموصلة إلى الأراضي المقدسة في مكةالمكرمة والمدينة المنورة وتقوم هذه الدويات الأمنية بعملها المتكامل في أمن الطرقات وتوفير السلامة لجميع مستخدميها ومراقبة حركة السير عليها في زحام الموسم، والحيلولة دون وقوع حوادث أو حدوث أية اختناقات مرورية كذلك يتم توزيع رجال الأمن بالأعداد المناسبة التي تكفي لتغطية كافة احتياجات الحجيج في جميع المواقع في كل من مدن الحج والمشاعر المقدسة. ورغم ضخامة إجراءات العمل الأمني خلال موسم الحج وجسامة المسؤولية منذ بداية الموسم إلى آخره إلا أن التنظيم لحركة الحجيج داخل المشاعر المقدسة وحول الحرمين الشريفين تمثل الجانب الأشد حساسية في تلك الموضوعات ونخص بالذكر حركة صعود الحجيج إلى عرفات في اليوم التاسع من ذي الحجة وموعد نفرتهم من عرفات إلى مزدلفة في مساء اليوم نفسه، حيث تقتضي مناسك الحج أن يغادر الحجاج عرفات إلى مزدلفة منذ غروب شمس ذلك اليوم وتتدفق تلك الجموع الغفيرة في اتجاه واحد إلى المشعر الحرام بمزدلفة وقد ساعد على تنظيم هذا التحرك الضخم العديد من الإنشاءات العمرانية التي أقامتها حكومتنا الرشيدة مثل الطرق الحديثة الواسعة والجسور والأنفاق والتي أوجدت مسارات متعددة لحركة الحجيج كذلك هناك العديد من الإجراءات الأمنية التي اتخذتها أجهزة الأمن المنوط بها تنظيم هذه الحركة والتي منها تحديد مسارات للصعود إلى عرفات ومسارات للنزول منها وكذلك إنشاء المواقف الفسيحة التي تستوعب أعداداً كبيرة جداً من السيارات. ولا شك أن المسؤولية الكبرى في موسم الحج هي مسؤولية الأمن، حيث يتعين أن تتعايش هذه الأعداد الغفيرة من البشر وأن تتحرك في وقت واحد وفي إطار محدد وهو ما استدعى وجود خطة أمنية دقيقة يحدد فيها دور كل جهاز ومسؤوليته. أهداف استراتيجية ٭ ما أبرز ملامح الخطة الأمنية لموسم حج هذا العام؟ - تبدأ أولى هذه الخطوات عقب انتهاء موسم الحج مباشرة حيث تجتمع قيادات قوات أمن الحج مباشرة وتقدم كل قيادة تقريراً عن خطتها للموسم المنتهي وما تحقق فيها من إيجابيات أو سلبيات استعداداً للموسم القادم، وتستمر هذه الاجتماعات في فترات متقاربة حتى يتم التفاهم على كافة تفصيلات الخطة المتكاملة وتدرس الامكانات والاحتياطات وتدبر الاعتمادات اللازمة لاستكمال هذه الاحتياطات ومن ثم توضع الخطوط العريضة والتفصيلات الكاملة للخطة، حيث توضع الأهداف والاستراتيجية للعمل الأمني في موسم الحج وواجبات القيادات والقوات والأعباء المنوطة بكل منها والوسائل والامكانيات المتاحة للتنفيذ، كذلك توضع خطة زمنية متكاملة لنظام السير والحركة المرورية في الأماكن المقدسة. وتهتم الخطة ببيان الامكانات اللازمة للعمل الأمني في الموسم وكذلك الواجبات والمهات الخاصة بكل قطاع وتفصيلات مهام كل موقع، كما يتم إعداد خطة متكاملة لتنظيم حركة السير دخولاً إلى المشاعر المقدسة خلال أيام الموسم وخروجاً منها بتوقيت منضبط دقيق وتأخذ عملية تنظيم حركة الصعود من مكةالمكرمة ومنى إلى عرفات اهتماماً خاصاً حيث إن اليوم التاسع هو اليوم الوحيد الذي يجتمع فيه شمل الحجاج جميعاً في مكان واحد وفي وقت واحد ثم ينفرون منه جميعاً بعد مغيب شمس ذلك اليوم في اتجاه واحد أيضاً إلى مزدلفة ثم إلى منى، فمكةالمكرمة. وتعتمد الخطة إلى المهام الموكلة إلى الرجال في جميع المواقع مع تدريبهم عملياً وميدانياً على تلك المهام في مواقعها طبقاً للخطة، أما في جانب التقنية المستخدمة فقد تم استخدامها في كل مجالات العمل الأمني وتم تدريب رجال الأمن عليها للمشاركة في تنفيذ هذه الخطة كما أن التنسيق والتعاون بين الأجهزة الحكومية الأخرى ذات العلاقة بأعمال الحج مستمرة طوال العام من خلال الاجتماعات واللقاءات وذلك لتوحيد الجهود وتستخير الإمكانيات لخدمة ضيوف الرحمن. ٭ كيف تقيمون التجارب السابقة في التعامل مع حركة الحجيج وإلى أي مدى استفدتم منها؟ - التعامل مع حركة الحجيج في مواسم الحج يتم من منطلقين الأول يتمثل في تنظيم وإدارة حركة المنشأة وفي هذا الخصوص فإن التوسع في تطبيق تنظيم النقل بالرحلات الترددية يمثل حالياً الهدف الرئيسي لرفع مستوى الاستفادة من الطاقة الاستيعابية للطرق والمواقف في مكة والمشاعر من خلال نقل الحجاج في عمليات التصعيد والنفرة بأقل عدد من السيارات. أما فيما يخص تنظيم وإدارة حركة المشاة فقد أظهرت التجربة التي تم تطبيقها خلال الأعوام الماضية والمتمثلة في إدارة مشتركة لمنطقة الجمرات نجاحاً مميزا في دفع الاستفادة من الموارد المتوفرة وسرعة اتخاذ القرار المناسب في مواجهة أي حالات طارئة واجمالاً فإننا دوماً ما نأخذ النتائج السابقة في الحسبان ونستفيد من دروسها ونحاول تعزيز الايجابيات وتلافي السلبيات وننطلق من خلال صياغة الخطط للأعوام التي تليها لتحقيق الفائدة المرجوة. سيارات الخدمات ٭ يطالب البعض بإعادة توزيع مسارات الحكومة المرورية بحيث تراعي ايجاد مسارات خاصة بسيارات الخدمات العامة، فهل هناك شيء تم في هذا الشأن. - تتميز المشاعر المقدسة بمحدودية المساحة الجغرافية مما يجعل من الصعب إنشاء شبكة الطرق الكافيةلاستيعاب متطلبات نقل وحركة الحجاج المشاة وذلك لتحري الحجاج في الاقامة ضمن المساحات الشرعية باقامة الحجاج، وفي ضوء ذلك فان من الصعب ايجاد مسارات خاصة بسيارات الخدمات ولكننا نحرص على تنظيم استخدامها بعد اكتمال عمليات نقل الحجاج فيما بين سيارات الخدمات وسيارات النقل العام بعد ابعاد سيارات نقل الحجاج منها. ٭ ماذا وضعتم من حلول لتخفيف الازدحام حول الجمرات: - مظاهر الازدحام في منطقة الجمرات أمر طبيعي في مواسم الحج لارتفاع كثافة الحجاج ومحدودية المساحات والأوقات المخصصة لرمي الجمرات، ولكننا نحرص بالتعاون والعمل المشترك مع كافة الجهات المختصة على تنظيم وإدارة حركة المشاة في منطقة الجمرات خلال مجموعة من الإجراءات التي تهدف إلى توزيع كثافة الحجاج بشكل متساوٍ على طول الوقت المتاح شرعاً وللتحكم والسيطرة على الحشود عند الضرورة. ونتطلع في هذا الخصوص إلى تعاون حجاج بيت الله الحرام معنا في المحافظة على سلامتهم أثناء رمي الجمرات وذلك بالالتزام بالمواعيد التي تحدد لهم لرمي الجمرات والابتعاد عن السلوكيات السلبية التي تعرضهم لأخطار التزاحم والتدافع. ولقد قامت الدولة أيدها الله بتنظيم وترتيب مساحات منطقة الجمرات وذلك بهدف التسهيل على حجاج بيت الله الحرام للمساهمة في القضاء على مظاهر الازدحام في منطقة الجمرات. متمنين لحجاج بيت الله الحرام حجاً مبروراً وسعياً مشكوراً.