بعد النجاح الكبير الذي حققته الجلسة الخاصة حول الحوار بين أتباع الديانات والحضارات والثقافات التي عقدت بمبادرة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في الجمعية العامة للأمم المتحدة أوائل شهر نوفمبر الماضي بحضور أكثر من 30من كبار المسؤولين في العالم نوهت مصادر عليمة في دهاليز الأممالمتحدة ل "الرياض" بمكانة المملكة في الهيئة الدولية وكونها دولة مؤسّسة بالإضالة إلى مواقفها الرائدة في ذلك المحفل الدولي ، كما أشادت المصادر بالدور الذي قام به صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية خلال اجتماعات الجمعية العمومية في شهر سبتمبر الماضي من اتصالات ولقاءات جانبية مع كبار المسؤولين التابعين للمجموعات الدولية المختلفة مثل المجموعة الآسيوية والأفريقية وغيرهما من المجموعات. وخلال تلك الاجتماعات قام سمو وزير الخارجية بشرح ما تم في مؤتمر "حوار الأديان" وما صدر عنه من بيان يدعو إلى التسامح بين البشر ونبذ العنصرية والكراهية، وهذا ما أكده البيان الذي صدر عن الأمين العام للأمم المتحدة في المؤتمر الصحفي المشترك مع الأمير سعود الفيصل عقب اختتام أعمال الجلسة الخاصة لاتباع الديانات والحضارات والثقافات والتي استمرت على مدار يومين. وعقب ذلك النجاح الكبير والباهر لسياسة المملكة الخارجية قام صاحب السمو الملكي الأمي سعود الفيصل بجولة مكوكية في عدد من الدول الأوروبية شملت كلاً من اليونان وبريطانيا والنرويج وإيطاليا. وفي أثينا العاصمة اليونانية استقبل الرئيس اليوناني كارلوس بابولياس صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل كما استقبله رئيس الوزراء اليوناني كوستاس كرامنليس خلال تلك اللقاءات تم بحث العلاقات المتميزة بين الرياضوأثينا وتم بحث سبل تعزيزها في شتى المجالات وذلك ضمن إطار العلاقات التاريخية التي تجمع البلدين، وخلال لقاء سمو وزير الخارجية مع الرئيس اليوناني ورئيس الوزراء أعربا عن تقديرهما الكبير لمبادرة خادم الحرمين الشريفين للحوار بين أتباع الأديان والثقافات وعبرا عن أملهما في تطوير العلاقات بين المجتمعات الإنسانية وحل العديد من المشكلات التي تعاني منها وتم التأكيد على أهمية استمرار الحوار ووضع الآليات الكفيلة لتحقيق أهدافه. كما عقد سموه اجتماعاً إلى وزيرة الخارجية اليونانية دورا باكويانيس في مقر وزارة الخارجية اليوناية حيث جرى بحث العديد من القضايا الدولية بالإضافة إلى العلاقات الثنائية وقد نوهت وزيرة خارجية اليونان بمبادرة خادم الحرمين الشريفين للحوار بين أتباع الأديان والثقافات وما تمثله هذه المبادرة من أهمية للإنسانية جمعاء وأعربت الوزيرة عن أملها في أن يستمر الحوار ويسود الصفاء والوئام في العالم أجمع. وفي لندن عقد الأمير سعود الفيصل اجتماعاً في وزارة الخارجية البريطانية إلى نظيره البريطاني ديفيد ميليباند وخلال الاجتماع تم استعراض العلاقات الثنائية المتميزة بين البلدين الصديقين وتم بحث سبل تعزيزها في شتى المجالات كما تم بحث القضايا ذات الاهتمام المشترك خصوصاً عملية السلام في الشرق الأوسط. وقد أعرب عن ارتياحه للزيارة التي قام بها الأمير سعود الفيصل لبريطانيا والتي استغرقت يومين. ونوه وزير الخارجية البريطاني في تصريح صحفي في اعقاب اجتماعه مع سمو وزير الخارجية بالعلاقات القائمة مع المملكة العربية السعودية. وقال "المملكة العربية السعودية شريك رئيسي لبريطانيا في العديد من المشروعات كما أن للمملكة تأثيراً كبيراً في منطقة الشرق الأوسط". وأوضح الوزير ميليباند قائلاً "إنني قد ناقشت خلال الاجتماع مع سمو الأمير سعود الفيصل آخر التطورات الخارجية في منطقة الشرق الأوسط. كما اطلعته على انطباعاتي التي حملتها من الزيارة التي قمت بها لدول المنطقة مؤخراً. ودعا الوزير مليباند إلى تسوية سلمية شاملة في منطقة الشرق الأوسط.. معتبراً أن مثل هذه التسوية أصبحت حاجة ضرورية للطرفين الفلسطيني والإسرائيلي. وثمن جهود حكومة المملكة ودعمها لإيجاد حل سلمي للصراع العربي - الإسرائيلي فيما نوه مليباند أيضاً بمبادرة السلام العربية. وفي ايطاليا التقى سمو وزير الخارجية في التاسع عشر من شهر نوفمبر الماضي برئيس الوزراء ووزير الخارجية الايطاليين وتم بحث سبل تعزيز التعاون بين البلدين في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية. وفي أوسلو عاصمة النرويج استقبل الملك هارالد الخامس ملك النرويج سمو الأمير سعود الفيصل. وقد عبَّر ملك النرويج عن تقديره للدور الذي تضطلع به المملكة بمبادرتها الرائدة للدعوة إلى الحوار بين اتباع الأديان والثقافات والحضارات وما لقيته هذه الدعوة الفكرية من صدى عالمي. كما استقبل رئيس وزراء النرويج ينس شتو تبرغ في أوسلو الأمير سعود الفيصل حيث بحث الجانبان العلاقات بين البلدين بالإضافة إلى جانب عملية السلام بوصف أوسلو كانت منعطفاً مهماً في المسيرة السلمية. وتطرق الجانبان إلى التنسيق والتشاور حيال السياسة النفطية في ظل الأزمة المالية العالمية الراهنة والعمل سوياً لاتخاذ التدابير المطلوبة لضمان استقرار سوق النفط العالمي بما يخدم مصلحة المنتجين والمستهلكين على حد سواء. وخلال زيارة سمو وزير الخارجية للنرويج التقى سموه مع وزير الخارجية النرويجي بوناس غاه ستويري حيث جرى بحث مسيرة السلام في المنطقة وسبل دفعها وكذلك المساعدات المقدمة للفلسطينيين عبر لجنة الاتصال لدولي التي ترأسها النرويج. وقد أعرب وزير خارجية النرويج عن تقدير بلاده لمبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للحوار بين اتباع الأديان والحضارات والثقافات. وقد أكد وزير الخارجية النرويجي بأن مباحثاته مع سمو وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل أظهرت الاتفاق في الرؤية لمختلف القضايا وبخاصة أن النرويج والمملكة منتجان كبيران للنفط. ويرى المراقبون بأن الجولة المكوكية لسمو الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية لعدد من العواصم الأوروبية كانت بطرف تعزيز العلاقات الثنائية بين المملكة وتلك الدول بالإضافة إلى بحث موضوع عملية السلام في الشرق الأوسط والقضايا الدولية بالإضافة إلى الأزمة المالية العالمية. وقد تبيَّن من تلك الجولة لسمو وزير الخارجية بأن القيادات الأوروبية التي التقى بها قد اجمعوا على تقديرهم الكبير للدعوة التي وجهها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في الجلسة العمومية - الجلسة الخاصة -لحوار اتباع الأديان والثقافات والحضارات حيث حصلت تلك الدعوة على صدى عالمي كبير.