صباحك صباح ما تبقى لنا من أعمارنا في حياتنا هذه... وحده الله يعلم كيف أنك يا مضغتي رحلت وبقيت لنا أرواح معلقة يشهد الله أن كل حياة بعدك باردة... كبرودة يوم أن لمست يداي جسدك وقبلتك القبلة الأخيرة ولكنها الأولى بعد رحيلك. وشهقت حينها شهقة كادت فيها روحي أن تخرج معك... شهقة طفلة ارتعبت لفقد والدها.. حياتي كلها باتت مختلفة.. فقد شعرت أنه تمزق كلي... سامحني يا حبيب القلب فما استطعت رؤية وجهك وأنت نائم نومتك الأبدية،، فقد أصابتني غشاوة وما رأيت سوى نور.. فنورك يا جدي هو ما أضاء لنا بعدك... لم أشأ أن أذهب عنك،، فقد أردت أن أتكفن بقربك وألتحف بترابك.. فإلى أين يذهب المرء عن سكنه... ياااه يا رجل الماء... فبرحيلك نحن عطشى.. فكل أرض مرتوية هي جدباء بعدك... حزني عظيم.. بل أتآكل حزنا كعظيم أفعالك.. ونزيف روحي يضخ بشدة.. كشدة اهتمامك بضخ المياه للناس والقرى.. أتعلم.. كل يوم أذهب لمنزلك... والتفت لمقعدك.. وأجده فارغا.. وتنكسر روحي وتلازمني غصة.. وأغض الطرف عن النظر أكثر.. لا أدري لم كل الأشياء بعدك تسحقني حين تذكرني بك... وبداخلي إنسان يسألني متى يعود.. لي عقل لا يستوعب فكرة الغياب الطويل - الموت - لشخص أدمنت وجوده في حياتي.. أدمنت النظر لوجهه.. لأفكاره، منطقه.. حنانه الكبير الذي يحتوينا... ترى كم يلزمني من عمر حتى أدرك رحيلك.. فقد كنت تلم شمل أرواحنا فأي شتات سنعيشه بعدك... لا يغرنك ثباتنا،، والله إن لنا أرواحا مهشمة.. ضائعة بعدك.. ألمي لا يخصني وحدي.. بل هو ألم أناس كثر.. وما شفع لي تقاسم الجميع حزني أن يكون حزني أقل،، بل هو ينخر بي حد الوجع.. فأنت الظهر والكتف واليد القريبة لي ولهم.. فقط... أريد أن أخبرك أمرا لا أستطيع كتمانه.. "حنيني إليك يتعبني.. ويتعبني.. وأني وأني وأني.. لا تمتلئ رئتاي بأنفاس من أب سواك له سكينة المشيب فكيف لي أن أدرب شهيقي وزفيري على هواء بدونك.." اللهم إني أسألك في كل باب من السماء مفتوح.. أن تجعل دعائي لجدي ودعاء غيري له يطرق بابه إلى الأعلى ويستجاب... وأن تسكن روحه الغالية الجنة..