لدى العرب والمسلمين تصور وانطباع أن الحكومة الاسرائيلية والشعب الاسرائيلي لديهم إلمام كبير بما يحدث داخل العالم العربي بكل تفاصيله، والحقيقة أن متابعة حقيقية وتحليلية للصحافة الاسرائيلية والمواضيع التي تطرح فيها يفيد بعكس ذلك حيث إن اهتمام الصحف العبرية ينصب بالغالب على نشاطات المستوطنين المتشددين وعمليات الإرهاب الذين يقومون بها ضد الفلسطينيين وإسباغ هذه الأعمال على أنها جزء من الصراع السياسي الاسرائيلي بدلاً من كشفها على أنها عمل إرهابي عنصري ضد مدنيين عزل فقراء. والاهتمام الآخر هو الصراع السياسي الاسرائيلي الداخلي ومواقف كل طرف من قضايا الاستيطان والحرب مع الجيران. الاهتمام الثالث ينصب على الولاياتالمتحدةالأمريكية حيث لا ترى اسرائيل أملاً في المستقبل او سراً من أسرار بقائها واستمرارها إلا عبر البوابة الأمريكية والاهتمام هنا ينصب على الإدارة الأمريكية ومن فيها مع إسرائيل ومن هو مشكوك بولائه للدولة العبرية. ويتوسع هذا الاهتمام الى الاهتمام بالكونغرس الأمريكي ومواقف أعضائه من إسرائيل ومواقفها السياسية مستخدمة بذلك ذراع (أيباك) الذراع واللوبي الطويل لإسرائيل داخل أروقة السياسة الأمريكية. وغير ذلك فلا يوجد اهتمام يشغل الصحافة العبرية إطلاقاً فإسرائيل تعيش في محيطها العربي والإسلامي ولكنها تجهل كل ما يحدث حولها بل إن عقل وذاكرة الاسرائيليين من نخب وعامة محنطة عن العالم العربي لعقود مضت ولا توجد متابعة حقيقية لما يحدث من تغيرات وتطورات على جميع الأصعدة داخل العالم العربي بل إن ما يهم الصحافة العبرية هو فقط أجزاء ترتبط بذهنية الاسرائيلي المهاجر ونظرته التاريخية المشوهة عن العالم العربي والإسلامي وهذا ما تعكسه الصحافة العبرية .