يزداد فخري واعتزازي وولائي للملك عبدالله يوماً بعد يوم. كانت هذه الكلمات مقدمة لمقال كان يفترض أن ينشر في 2007/10/10م، تذكرت المقال وأنا أقرأ تفاعلكم مع مقال الأسبوع الماضي عبر المنتدى ورسائل الجوال، وكأنني بكم تصيبون كبد الحقيقة في تأكيد جديد على وعي المجتمع الرياضي السعودي، الذي يكاد يسابق الجميع في استيعاب شؤون وشجون كرة القدم السعودية. في البداية يجب أن أقول، إن مساحة المقال التي تقلصت منعتني من ذكر الأسباب الأخرى لخسارة المباراة، ولكنكم في المنتدى لمستم بعضاً منها، فالحكم السنغافوري لم يكن سوى القشة التي قصمت ظهر البعير، ولكننا أتفقنا أن أهم أسباب الظلم الذي تتعرض له السعودية - في شتى المجالات - هو في تقصيرنا في مجال "العلاقات العامة"، وبالتالي إعطاء صورة سلبية يتخذها الآخر ذريعة لظلمنا وسلب حقوقنا. وليتنا نتعلم من "أبي متعب"، كيف نمد جسور التواصل مع الآخر، وقد أعجبني تلميح بعض القراء بمشكلتنا في بناء الجسور بين بعضنا في الداخل قبل بنائها مع العالم الخارجي، وهنا يأتي درس المليك المفدى حين تواضع للناس وقرّب الكرسي للمواطن ونزل للأسواق بينهم وزارهم في أحيائهم الفقيرة، فكان رد فعل الناس أن وضعوا صورته طواعية على سياراتهم مبادلين الحب بالحب والتواضع بالولاء. فمتى يتقارب رجال وإعلام الأندية المتناحرة، لتقترب على ضوء ذلك الجماهير، متى يلعب الهلال مباريات ودية مع النصر لكي نطفئ نار التعصب بماء الوعي. يفترض أن تقربنا الرياضة ولا تبعدنا، ولكن هناك إعلام متعصب يرسخ الإقليمية والطائفية، وكأننا لسنا أبناء شعب واحد، وقد ذهلت حين رأيت عند أحدهم فتوى عن شراء العقار من مواطن ينتمي إلى مذهب مختلف، وسألت ذلك الشخص عن المالك السابق لشقته اللندنية فأخبرني أنه إنجليزي يهودي. وهنا درس جديد من ملك الإنسانية الذي فتح مجلسه الملكي لجميع أطياف المجتمع، في خطوة جريئة ليتنا نحن الرياضيين نستوعبها حتى نختصر المسافات التي تفرقنا عن أبناء جلدتنا بسبب التاريخ والجغرافيا. وكأني بكم تعرفون الدرس الثالث من دروس الملك، حيث قطع نصف الكرة الأرضية ليلقي كلمته العصماء في ملتقى الأديان في نيويورك، وكان قبل ذلك بسنة قد ألتقى "البابا بيناديكس السادس عشر"، وكان في العام 1999م قد أجتمع مع البابا "يوحنا بولس السادس". وفي تلك اللقاءات رسالة يفهمها العقلاء، فهل نستوعب تلك الدروس ونستثمر الرياضة لمد جسور التواصل مع الآخر ونخدم بهذا التواصل إسلامنا وعروبتنا وسعوديتنا. ولعلي أختم بنداء إلى المليك المفدى بتمديد إجازة الحج إلى يوم السبت ليتمكن الحجاج من التقاط أنفاسهم قبل العودة إلى العمل ومقاعد الدراسة، وقد عودنا حفظه الله بتلبية احتياجات المواطن. وعلى دروب التقارب نلتقي،،