للعمالة الأجنبية العديد من المشاكل سواء كانت مشاكل أمنية أو اقتصادية او اجتماعية او أخلاقية، فالمشاكل الأمنية تقع على قمة هذه المشاكل حيث تشير الاحصائيات إلى ضخامة أعداد الجريمة المرتكبة من قبل العمالة الاجنبية وأفادت الاحصاءات ان السرقة مثلاً بلغت 49%، والتزوير بلغت 55% من قبل هذه العمالة بالإضافة إلى جرائم اخرى تقع من قبلهم. واذا تحدثنا عن المشاكل الاقتصادية فنجدها كبيرة جداً حيث ان التحويلات النقدية التي تقوم بها هذه العمالة قد انهكت اقتصادنا الوطني حيث اصبحت تستنزف الكثير من الاموال وبلغت هذه التحويلات النقدية اكثر من 60% سنوياً، وهذه المبالغ الكبيرة تؤثر على اقتصادنا الوطني مما قد يضعف قدرتنا الاستهلاكية والادخارية والتي بدورها تضعف قدرتنا الاستثمارية مما حد من فرص العمل المتاحة في سوق العمل السعودي كما ان فقدان هذه المبالغ الطائلة وبالعملة الصعبة يربك السياسة النقدية في البلد ويضعف موقف عملتنا الوطنية في مواجهة العملات الاجنبية الأخرى كما ان وجود هذه الأعداد من العمالة الاجنبية أدت إلى زيادة في الانفاق الحكومي خاصة في المجالات التعليمي والصحي والامني، فمزاحمة العمالة الاجنبية وأسرهم للمواطن السعودي في الطرق والمستشفيات والمدارس والجامعات وغيرها من المرافق الحياة الضرورية تتطلب التوسع في الانفاق والتوظيف كما ان ارتفاع أعداد العمالة الاجنبية وعشوائية إقامتها يتطلب توظيف أعداد اكبر من رجال الأمن للمراقبة والعناية الأمنية. وللعمالة الاجنبية مشاكلها الاجتماعية حيث التباين الكبير بين عادات هذه العماله وعاداتنا الاجتماعية التي حولت بعض عاداتنا الطيبة إلى عادات غير طيبة مما دفع بالكثير من هذه العماله إلى انتهاج اساليب مخالفه للقانون والنظام في التوسع في الكسب بغض النظر عن مشروعية هذه الاساليب او هذا المنهج الذي يتبعونه فقد رأينا تلك الاساليب غير الأخلاقية التي بثها برنامج 99في القناة الرياضية والذي اظهر هذه الممارسات المخالفة وغير الأخلاقية في مجتمعناً السعودي النظيف وبالطبع فأن هذه الممارسات غير الأخلاقية اثرت بشكل اوبآخر في سلوك بعض المواطنين الفاقدين للحصانه الدينية والاجتماعية. نحن لاننكر ان لهذه العمالة بعض الايجابيات: 1- (سد الحاجة للأيدي العاملة) فعندما كانت الأيدي العاملة شحيحة استدعت الظروف أعداد هائلة من هذه العماله للمشاركة في المشاريع والنهضة التي تمر بها البلاد. 2- تقوية العلاقة بين الشعوب، فلها دور كبير في العلاقات بين الدول فهم يعتبرون سفراء لدولهم ويمثلونهم بمايحملون من افكار وتعامل واخلاق وانتاج كما ان هذه العمالة قد حققت للكثير من المكاسب المادية والخبرة العملية واصبحوا في بلادهم بمثابة الخبراء. 3- ساهمت هذه العمالة من الناحية الدينية في نشر الإسلام وتصحيح العقائد الإسلامية في كافة انحاء العالم من خلال اعتناق الكثير منهم الإسلام لمن لم يكن مسلماً وتصحيح بعض العقائد الإسلامية لمن كان مسلماً وهو قادماً من بلاد غير اسلامية ولذلك فقد قام البعض بالتعريف عن الإسلام ونقل الصورة الصحيحة للاسلام لذويهم وأقاربهم مما ادى إلى انتشار الإسلام. ولذا... فانه يجب التعامل مع هذه العمالة تعاملاً مثالياً من خلال اعطائهم حقوقهم من رواتب وكذلك احترامهم وعدم اهانتهم وعدم استغلالهم، فاذا حدث هذا فانه سوف يقلل المخالفات والمشاكل من قبلهم كما انه يجب علينا ان نسعى جاهدين إلى الاعتماد على انفسنا وعلى ابناءنا وان تكون هناك برامج موجهة إلى الشباب وتدريبهم وتطويرهم واعطائهم الفرصة في جميع مجالات العمل كما يجب زرع الثقة بالعاملة الوظيفيةوجعلهم يتحملون المسؤولية فهل نحن فاعلون؟