ينتشر بين المجتمعات الإشاعة وتضخيم السلبيات وحجب الإيجابيات سواء ما يخص الأفراد أو الدولة وهي نقل خبر دون مصدر معروف أحياناً يمس شخصية وأحياناً يمس مجتمعاً بكامله وتداوله الألسنة ومواقع الانترنت بينما قد يكون تأثير هذه الإشاعة على الحقائق، فكم من بريء ظلم بسبب إشاعة وكم سهرت عين بسبب الإشاعة وكم تفككت أسر بسبب الإشاعة وكم أهدرت من أموال، وضيعت من أوقات، كم أحزنت من قلوب، وأولعت من أفئدة، وأورثت من حسرة. وإذا أردت أن تعلم عظيم شرها، فانظر في حادثة الإفك: كيف أن النبي صلى الله عليه وسلم مكث شهراً كاملاً وهو مهموم محزون، لا وحي ينزل يبين له حقيقة الأمر، ولا يعرف عن أهل بيته إلا الطهر والعفاف وكم أمرنا الله بالصدق والأمانة في تعاملاتنا مع بعضنا حتى تسود بيننا روح الألفة والمحبة البدء كانت كلمة عابرة القصد منها نشر خبر غير صحيح وستبقى لأنها الفضاء الذي ينمو فيه الإنسان. فكيفما كات كلمته كان.. ربما لا يشعر الكثيرون بقيمة الكلمة لكثرة الكذب والنفاق في عصرنا الذي تتهالك في خضمه الحروف وتستحي.. قد تغير كلمة واحدة حياة إنسان، قد تقيم الكلمة مجداً لوطن، فالكلمة هي مسؤولية الإنسان الكبرى لإنها حامل الفكر، والفكر هو أصل الفعل، والفعل إما أن يعمر الحياة، وإما أن يخربها.. إن الكلمة هي بيت التجلي الإنساني في الكون، وهي التي تميز وجوده لارتباطها بعقل مدرك لشمولية الكون، وبقلب يحتضن جوهر الوجود وسره.. الكلمة تحمل الصورة والصوت والرائحة بتأثير عجائبي مذهل.. فمن يدرك قيمة الكلام ويعرف كيف وماذا ومتى ولماذا يتكلم، ويلتزم بالفعل الذي تحتمه مسؤولية الكلمة، فإنه قادر على صناعة عجائب إنسانية.. لن يتحرر العالم بلا كلمة حقيقية صادقة، لن تكون هنالك عدالة بلا كلمة توازن القيم الإنسانية.. لن تكون هناك سعادة بلا كلمة صادقة تفتح نوافذ الصلة ولا تحتاج الكلمة إلى تزيين أو تجميل لأن الجمال كله يكمن في الكلمة الحقيقية سواء نطقها الشفاه أو أسرتها القلوب.. إنها حامل النغم وفن التشكيل الذي يتشارك فيه كل البشر.. الكلمة هي مرآة وجهك الذي لا تستطيع أن تراه.. إنها الرسم الشفاف لما تحمله نبوءة المستقبل.. الكلمة هي شخصية اللغة التي تميز الشعوب بعضها عن بعض، والتي تجعل التفاعل ممكناً بين التنوعات البشرية.. إنها المركبة التي تسافر بك إلى اللانهاية.. إنها تجليات الصوت والصمت المنفتح على الصيرورة الأبدية. @ @شيخ النواشرة عضو المجلس المحلي بالمحافظة