أصدر المكتب الإقليمي لمجلس الذهب العالمي في دبي تقريره للربع الثالث لهذا العام الذي يرصد توجهات ومبيعات الذهب في المنطقة والعالم. وبين التقرير أن الطلب في المملكة زاد بنسبة 51٪ من حيث القيمة الدولارية وبنسبة 18٪ من حيث الوزن مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، فقد بلغ اجمالي الطلب في المملكة للربع الثالث لهذا العام ما يقارب 41 طنا بقيمة 1.5 مليار دولار أمريكي. أما في دولة الإمارات فقد بلغت الزيادة نسبة 56٪ من ناحية القيمة الدولارية و22٪ من ناحية الوزن. كما سجلت مبيعات الذهب زيادة ملحوظة في الدول الخليجية ودول عربية أخرى، حيث ارتفعت المبيعات في بقية دول الخليج بنسبة 42٪ و33٪ في جمهورية مصر العربية. وعلى الصعيد العالمي واصل الطلب على الذهب ارتفاعه حيث سجلت مبيعات الذهب خلال الربع الثالث من هذا العام 32 مليار دولار أمريكي، حيث حرص المستثمرون على اللجوء الى استثمار آمن يقيهم انهيار أسواق المال العالمية، كما عاد مشترو الذهب بكثرة وتوجهوا إلى الأسواق لابتياع الذهب ليستغلوا فرصة هبوط أسعاره. وقد سجلت هذه المبيعات للمجوهرات الذهبية بنسبة 45٪ مقارنة بالربع الثاني من العام الميلادي، كما سجلت نسبة الطلب على الذهب بالطن زيادة بنسبة 18٪ مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي. كما تظهر أرقام استهلاك الذهب على الصعيد العالمي من حيث قطاع الاستثمار زيادة بمقدار 121٪ لتصل الى 232 طناً خلال الربع الثالث من العام الحالي مع زيادة ملحوظة على مبيعات الجنيهات والسبائك في الأسواق الأمريكية والسويسرية والألمانية، كما أظهر التقرير نقصاً في سوق السبائك الذهبية بين التجار في العديد من الأسواق على مستوى العالم، وذلك لبحث المستثمرين عن الملاذ الآن وإقبالهم على شراء الذهب. وبشكل عام فإن الربع الثالث من 2008 شهد طلباً عالياً في أوروبا على السبائك الذهبية وصل لغاية 51 طناً، وتصدرت فرنسا الدول الأوروبية في مجال الاستثمار في الذهب لأول مرة منذ مطلع الثمانينات. وقد سجل الذهب أداء قياسياً في الأسواق خلال الربع الثالث من 2008 حيث ارتفع الطلب على المجوهرات الذهبية والطلب على السبائك والجنيهات الذهبية مع عودة مقتني الذهب إلى الأسواق في فترة انخفاض سعر المعدن الأصفر الى معدل ال 800 دولار أمريكي، وهذا يدل على الثقة الكبيرة التي يوليها المستثمرون للذهب باعتباره يحتفظ بقيمته خلال الأزمات، ومن أكثر الأمور الإيجابية خلال هذه الفترة هي عودة المشترين الى الأسواق بعد فترة بسبب ارتفاع وتذبذب الأسعار. شهد الطلب على المجوهرات والذي يعد 90٪ من قطاع الذهب في منطقة الشرق الأوسط انتعاشاً في الربع الثالث من العام بعد فترة هدوء في الربع الثاني بسبب ارتفاع سعر الذهب وعدم ثباته. ويعود الارتفاع الملحوظ في قطاع المجوهوات الذهبية في منطقة الشرق الأوسط في بداية الربع الثالث إلى الأداء المتميز لأسواق المملكة العربية ودولة الإمارات العربية حيث وصلت معدلات نمو المبيعات في البلدين لأكثر من 50٪. وبين بشر دياب مستشار مجلس الذهب العالمي ومدير عام السوق السعودي قائلاً: "إن المناسبات المحلية في الربع الثالث مدعومة وبقوة من حملات تسويقية وترويحية في السوق السعودي بالاضافة الى بداية ظهور أزمة المال العالمية أثر على الطلب ايجاباً وبشكل كبير في الربع الثالث - سواء في قطاع المجوهرات الذهبية أو في قطاع الاستثمار بالتجزئة (الجنيهات والسبائك الذهبية). وقد قابل الإحجام النسبي عن الشراء في الربع الثاني بسبب أسعار الذهب العالمية ارتفاعا في الطلب في الربع الثالث، وإن أحد أهم أسباب الإقبال في الربع الثالث الاهتمام الرسمي في المملكة بالمهرجانات الصيفية - سواء من إمارات المناطق والهيئة العليا للسياحة والآثار ولجان الذهب والمجوهرات التابعة للغرف التجارية الصناعية، وكذلك من القطاع الخاص (التجاري والصناعي) بدعم من مجلس الذهب العالمي، هذه المهرجانات التي انتهت هذا العام مع بدء موسم شهر رمضان المبارك. أيضاً مما عزز الإقبال على الذهب رغم ارتفاع معدلات التضخم في المنطقة وذلك لإيمان المستهلك النهائي بأن ما يشتريه هو هدية وزينة راقية وبنفس الوقت حافظ للقيمة أو حتى استثمار للمستقبل". وأضاف دياب: "إن النظرة المستقبلية للطلب تتوقع زيادة الإقبال على الجنيهات والسبائك الذهبية". وكذلك المجوهرات الذهبية خصوصا مع اقتراب موسم الحج ونهاية العام، كما أنه يتوقع ارتفاع أداء أسهم الذهب في البورصات العالمية (ETGs) سواء للمساعدة في حفظ قيمة رأس المال أو حتى للمضاربة مع تداعي أكبر للأزمة المالية العالمية ومحدودية العرض على الذهب".