دفع فوز الرئيس الأمريكي الجديد باراك أوباما إلى أن ينظر العالم إلى نفسه وكانت الساحة الأوروبية أكثر الساحات اختباراً للذات، واختباراً لها في ذات الوقت. منذ عقود طويلة وأوربا تطرح نفسها كنموذج للحرية والديمقراطية والتسامح وقبولها للآخر إلا أن فوز أوباما طرح العديد من الأسئلة على الأوروبيين وعلى العالم ووضع الادعاء الأوروبي على المحك وعلى الاختبار.. وكشفت أغلب الدراسات والاستطلاعات الإعلامية والدراسية عن أن من المناطق التي تفتقد مفهوم التمثيل السياسي هي أوروبا حيث إن أعداد المهاجرين فيها كبيرة إلا أن ذلك لايتناسب مع تمثيلهم سواء في السياسات المحلية أو الحكومة المركزية وكان ذلك صحيحاً في جميع دول أوروبا ولكنه أكثر وضوحاً في بريطانيا وفرنسا الدولتين اللتين طالما ظلتا تحاضران للعالم عن الديمقراطية والحرية والتسامح مع الآخر. وأثبتت الدراسات أن بريطانيا من أكثر الدول التي تعاني منها الأقليات تمثيل أنفسهم ليس فقط على مستوى الحكومة البريطانية والبرلمان البريطاني بل على مستوى المجالس والبلديات المحلية حيث تعيش الجاليات ذات الأصول غير البريطانية في مستوى ضعيف أو معدوم التمثيل. وفي الوقت الذي تقف فرنسا بكاملها وكامل تاريخها ضد قطعة من القماش ترغب فتاة صغيرة أن تضعها على رأسها تجد أن فرنسا من أكثر دول أوروبا كذباً ونفاقاً عندما تأتي مسألة حقوق الأقليات الدينية والاجتماعية النفسية والاقتصادية وتمارس أبشع أنواع الاضطهاد النفسي والاقتصادي والاجتماعي ضد أقلياتها بل وضد من وقف إلى جانبها ضد بلدانهم الأصلية .. والمحاربون الجزائريون القدامى الذين حاربوا مع الجيش الفرنسي ضد الجزائر ينهشهم الندم والفقر والجوع والعزلة القاتلة. كل ما نرجوه أن تتوقف أوروبا عن إعطاء المحاضرات حول حقوق الإنسان والتمثيل السياسي للعالم وعليها أن تحلّ مشاكلها قبل أن تقيّم العالم.