تعتبر قلة الكوادر البشرية المتخصصة في المصرفية الإسلامية حول العالم مشكلة كبرى تواجه جميع المصارف الإسلامية، ذلك لأن الصناعة المالية الإسلامية بحاجة إلى كوادر بشرية مؤهلة يجب اختيارها وفقا للكفاءات والمقدرة العلمية في الأعمال المصرفية وإلمامها بأحكام الشريعة الإسلامية، فعند تأسيس أي مؤسسة مالية إسلامية أو تحويل مصارف تقليدية إلى مصارف تعمل وفق أحكام الشريعة الإسلامية يجب ان يكون العاملون فيها ملمين بالأعمال المصرفية الإسلامية، ولديهم معرفة كافية بفقه المعاملات الإسلامية وعلى علم بالجوانب الشرعية الإسلامية السمحة، فقد رأى كثير من الدارسين والباحثين والمهتمين بالأعمال المصرفية الإسلامية أن من أهم أهداف المصرفية الإسلامية توفير الكوادر البشرية المؤهلة من جميع النواحي العلمية والشرعية، لتفعيل المؤسسات المالية والمصرفية الإسلامية وتحقيق أهدافها كما يجب النهوض بتطوير أنظمة المعاملات المالية والمصرفية الإسلامية وأنظمة الاقتصاد الإسلامي التي تعمل بها المصارف الإسلامية وفق الشريعة الإسلامية السمحة والسعي إلى إيجاد معايير وضوابط لتطوير العاملين بالبنوك والمؤسسات المالية الإسلامية، حيث أن معظم العاملين بها من أصحاب الخبرة في البنوك التقليدية وذوي إلمام بالقانون الحديث، إن السنوات الأخيرة من العمل المصرفي الإسلامي شهدت تطوراً كبير في مجال القواعد والأنظمة اللازمة للعاملين في المؤسسات المالية والمصرفية الإسلامية، لذا يجب على الهيئات الشرعية في المؤسسات الإسلامية وضع ضوابط تضمن حسن اختيار العاملين في هذا المجال من ذوي الكفاءة العلمية والمهنية والمتمرسين في الفقه والشريعة الإسلامية والسعي على تهيئة فرص التعليم وفقاً لمبادئ الشريعة الإسلامية السمحة، وذلك بإيجاد كليات متخصصة في الاقتصاد الإسلامي والعمل المصرفي الإسلامي أسوة بالكليات التي تدعم الاقتصاد والبنوك التقليدية، إن التطور الذي تشهده الصناعة المصرفية الإسلامية يتطلب وجود جهة تنظيمية تضم العديد من الخبراء والمتخصصين على مستوى العالم تتولي تطوير منتجات الصناعة المصرفية الإسلامية ومساعدة المصارف الإسلامية علي تطوير منتجاتها القائمة، ووضع أنظمة عمل لتطبيق صيغ التمويل بفاعلية من أجل تلبية احتياجات العملاء المتزايدة، ومن أجل تطور الصناعة المصرفية الإسلامية يجب تقديم الأفكار، والمقترحات والدراسات وبذل الجهود من قبل علماء وفقهاء العالم الإسلامي والمصارف والمؤسسات المالية الإسلامية لتأسيس مراكز ومعاهد متخصصة في تدريب العاملين في المؤسسات المالية الإسلامية وإقامة جامعات ومعاهد وكليات متخصصة في العمل المصرفي الإسلامي حتى تلبي الحاجة الماسة إلى نوعية متخصصة من الكوادر البشرية المدربة التي بواسطتها يرتقي العمل المصرفي الإسلامي إلى مصاف البنوك التقليدية العالمية، ان تكاتف الجميع من فقهاء وعلماء ومؤسسات مالية إسلامية وبنوك مركزية ومعاهد مصرفية إسلامية وجامعات وأكاديميات وكليات ومؤسسات القطاع الحكومي والخاص التعليمية والتدريبية سوف ينهض بالصناعة المصرفية الإسلامية بإذن الله وبذلك يمكن الوقوف أمام أحد التحديات التي تواجه الصناعة المصرفية الإسلامية، والله الموفق. ٭ مستشار مالي عضو جمعية الاقتصاد السعودية