كانت تنهيدة الشيخ سعيد بن محمد الجروي البالغ من العمر ثمانين عاما كفيلة بالتعبير عن الحزن الكبير الذي يعتصر قبلة، كما رسمت تجاعيد كفيه ووجهه علامات الكبر والحرمان. وهو أحد سكان الصبيخة بتثليث والساكن في بعض الخيام التي رسم الزمن عليها أيضا ملامح الحاجة والعوز، فرأسه اشتعل شيباً وتساقطت أسنانه ولم تعد عيناه تريانه الأشياء البعيدة، لا يوجد له بيت سوى خيام متهالكة (لا عمل.. لا وظيفة.. لا دخل.. لا شيء من مقومات الحياة المعيشية) عدا خمسة رؤوس من الأغنام.. حالها يكفي عن السؤال. "الرياض" تطرق بعض القضايا الإنسانة بحثا عن من يقوم بمسح دمعة حزن حبست في مآقيها من آلام الزمن. مثلت إجابات الشيخ ل"الرياض" تعبيرا وافيا عن قدر كبير من "حرمان الزمن" وتقلباته فعندما تسأله عما يتمناه تكون عبارة: (حسن الختام) ابلغ رد وحين يدفعك الفضول لمعرفة ما يملكه من رصيد في هذه الدنيا يرد عليك (الكفن) فهو يستعد (للموت) بعد أن أصابته الدنيا بسهامها وكذلك زوجته التي توفيت قبل فترة، أما ابنته الكبرى (شعفة) فهي معوقة وفي العشرينيات من عمرها.. ليس هذا فحسب بل يلمح الزائر لهم سعود ذا السبع سنوات أيضا أقعدته الأمراض ولم يبق إلا بناته الثلاث وأبناؤه الثلاثة يصارعون الم الحياة لتوفير قوت يومهم في رعى ما تبقى لهم من أغنام ويسكنون الخيام ويفترشون الأرض. خيامهم الثلاث ملفقة بالخرق من جور الزمان، ومباسطها قديمة لعل الأرض ارحم منها. والمجلس عبارة عن بيت من الشعر القديم مكشوف من جميع الجهات، وفي إحدى الخيام الثلاث يوجد بها مطبخ يخلو من أدوات العصر ومستلزماتها. وفي حديثه "للرياض" قال إن أكبر همه يعانيه هو ابنته وولده المريضان ف(شعفة) التي حرمت الزواج في حياتها من اجلنا ولم تعلم أنني أتجرع الحسرة والألم لأجلها وهي الآن في العقد الثاني وقد ألزمتها الإعاقة، وأما أخوها ذو السبع سنوات أيضا معوق. ويضيف بألم وحسرة "فقدت أمهم التي توفيت تركت لي الحياة بمرارتها فحالتي سيئة للغاية حيث أنني لا اعمل و لا يوجد لدى الأسرة أي دخل اياً كان نوعه سوى ألفي ريال من الضمان وما أعانيه انه لا يوجد لدى مسكن آمن اترك فيه اولادي.. تركت "العم سعيد" في منزله بيت الشعر المتواضع وكلي آمل أن تنتهي معاناته ومتابعة حالته وحالة أسرته الاقتصادية المتدهورة وعرف عن مجتمعنا تماسكه وترابطه كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالسهر والحمى..!! فأعتقد أن "قصة" هذه الأسرة قد أتعبت من اطلع على جزء بسيط منها وسنجد تجاوبا من الجهات ذات العلاقة لتبني مصير هذه الاسرة ومتابعة حالته الصحية والنفسية.. جوال صاحب الحالة 0509491589وبالإمكان التواصل مع مدير مكتب الصحيفة بعسير.