نستمتع هذه الأيام في أجواء ربيعية جميلة . وإن كنا نعلم جيداً أن هذا الاعتدال ماهو الإ انذار لفصل الشتاء , ولنبدأ نتلمس ونتذكر لبعض الهفوات التي صنعناها في تصميم وتنفيذ بيوتنا , فمثلا ,مغسله الحمام , هي ابعد القطع الصحية عن سخان الماء , مع العلم أنها اكثرها استخداماً , لذا كان علينا ان ننتظر مليا في كل مرة نستخدمها , ليصلنا الماء الدافئ .ليضيع الماء حينها والوقت . اما غرفة الأبناء والصالات فهي مكسوة بالرخام أو السيراميك , وهي مواد تمتص برودة الطقس , لذا تزداد برودتها اكثرمن اجواء البيت , فيصاب الأولاد بنزلات البرد , حينها نتذكر اننا تناسينا او اهملنا أنواعاً أخرى كالباركية مثلا , اوقطع السجاد الصغير في الممرات والغرف لتخفف صقيع الارضيات , مع ادوارها الجمالية . أما مكيفات البيت فقد تم التفكير في قيمتها المادية أثناء شرائها , ولم نعط وظائفها قيمة حقيقية لذا كان القرار هو شراء مكيفات بارد فقط , لتبدأ معناتنا في هذا الفصل من استخدام وسائل التدفئة الأخرى بكل اخطارها . أما عزل المباني جيداً باختيار النوعية الجيدة من العوازل في بناء الجدران , والشبابيك الأكثر احكاماً , فلم تكن لها النصيب الجيد من ميزانية البناء , مع اهميتها وضرورتها , لتتحول الغرف الى حجرات نخزن بها البرد . أما القبب فقد كان لها نصيب من سوء التقدير باستخدام الأجود , لا الأرخص , لذا اصبحت نعمة الأمطار وباء علينا هذه الأيام . اما الشبابيك فأنسَ ان تفتحها , لأنك ببساطة ستدخل بيت جارك , فان كان – جارك - طيبا فستحرمه ان يفتح شباكه , او حتى ان يخرج في فنائه ! والا الله يعينك عليه . قضايا تدور في فلك ( ثقافة البناء ) لتزداد الهفوات , وتزداد ظهورا مع ازدياد البرد . والصيف له حكايته هو الآخر. فمن المسؤول ؟ اجزم انكم – اي اصحاب البيوت - تتحملون الجزء اليسير , وليس الكثير , فلكم شركاء اقوى واكبر منكم , غاب عنهم ان يساندوكم بأدوارهم التثقيفية !. فصندوق التنمية العقاري يعمل كبنك ممول لا غير ! وياليته هكذا . والبلديات والامانات , لا تسأل الا عن قوانين يجدها الكثير لا تنصفه ! اما الجهات التعليمية , فعجزت ان تساند طلابها ! فكيف لها ان تساندكم !