مع دعوة خادم الحرمين الشريفين للحوار والتسامح والعدل بين الأمم والشعوب، ومع مبادرته للسلام التي أصبحت فيما بعد مبادرة عربية، ومع رغبة جميع دول العالم بأن يكون السلام هو المدخل الحقيقي للتنمية وإبعاد العنف عن السياسة الدولية، ومع قناعة الولاياتالمتحدةالأمريكية بأن عقبتها الحقيقية في الشرق الأوسط هي ابتعادها عن طرح السلام العادل للقضية الفلسطينية، وأن انحيازها للجانب الإسرائيلي هو مصدر الكره للولايات المتحدةالأمريكية في العالم العربي والإسلامي. ومع كل هذه المسلّمات والنتائج فإن اسرائيل تبقى هي الدولة الوحيدة غير الراغبة بالسلام وغير مستعدة له. إن جميع السياسات الداعية للسلام سوف تتحطم على صخرة اللوبي الصهيوني في أمريكا صاحب التأثير الأكبر على السياسة الخارجية الأمريكية، ومن جهة أخرى سيكون اللوبي الصهيوني متأثراً بالأحزاب اليمينية المتطرفة في إسرائيل التي تدعو لتحقيق ما يسمى بإسرائيل الكبرى،معتمدة في ذلك على قوة إسرائيل العسكرية النووية والتقليدية، ودعم الولاياتالمتحدةالأمريكية واليمين المتطرف الإسرائيلي. اليمين المتطرف الاسرائيلي يعتمد اعتماداً كلياً على الأحزاب الدينية الإسرائيلية المتطرفة التي تفسر المشروع الصهيوني بتفسيراتها الدينية؛ أي إسرائيل الكبرى، وفي ذات الوقت الأحزاب المتطرفة اليهودية تعتمد على المستوطنين المتطرفين الذي يسعون الى بناء المستوطنات واحتلال الأراضي وتخريب مزارع الفلسطينيين ومنازلهم، وقتل الأبرياء منهم. إذاً كل المحاولات لإحلال السلام في الشرق الأوسط سواء جاءت من العالم العربي او من خارجه سوف تتحطم على رغبات حفنة من الإرهابيين المستوطنين والمتشددين في الأحزاب الإسرائيلية. أما الساسة الاسرائيليون فيعترفون بأن إسرائيل لا ترغب في السلام طالما أنها قوية عسكرياً ولكنهم يرون في الوقت نفسه أنه لا مانع من استخدام جميع المبادرات السياسية من أجل تحقيق المكاسب السياسية دون التوصل لسلام حقيقي لا مع الفلسطينيين ولا مع بقية الجيران. إذاً نقول بأن عدداً من الإرهابيين المستوطنين الصهاينة سوف يقضون على جميع مبادرات السلام، وسيقعدون لها بالمرصاد اليوم وغداً.