فيما تلوح بوادر لتجدد المواجهة بين الاحتلال والمقاومة في قطاع غزة، اعترف مسؤولون كبار في مكتب اولمرت بأن صفقة تبادل الاسرى مع حزب الله كانت "خطأ جسيما، الحق ضرراً استراتيجيا لاسرائيل، وأدى الى تأخير تحرير الجندي الاسير في غزة جلعاد شليت، وربما ايضا منع تحريره في هذه المرحلة". وحسب هذه المصادر فانه وفي أعقاب الصفقة مع حزب الله والتي حرر في إطارها عميد الاسرى العرب سمير القنطار واسرى لبنانيون آخرون مقابل جثتي الجنديين الداد ريغف واودي غولدفاسر فقد رفعت حركة حماس ثمن تحرير شاليت الى مستويات غير ممكنة. وكشفت صحيفة "معاريف" في عددها أمس عن الصراع الذي دار خلف الكواليس بين رئيس طاقم مكتب اولمرت يورام رتربوبيتش، ورئيس الموساد مئير دغان، ورئيس المخابرات يوفال ديسكن ومسؤولين كبار آخرين في محيط رئيس الحكومة ممن عارضوا الصفقة، وبين الوسيط عوفر ديكل وقيادة الجيش الاسرائيلي الذين أيدوها. ونقلت "معاريف" من مصادر رفيعة المستوى في محيط اولمرت فان ديكل "فرض الصفقة على اولمرت"، واستخدم وسائل الاعلام وعائلتي الجنديين الأسيرين... وحسب المصادر فانه في مرحلة معينة اوصى تربوبيتش وآخرون اولمرت بتغيير ديكل، ولكن رئيس الحكومة لم يستجب لذلك. وبالنسبة لشروط الصفقة مع حركة حماس يوجد ايضا خلاف حاد بين قيادة الجيش التي تؤيد تحرير قائمة الاسرى الذين تطالب بهم حماس، ووزير الحرب ايهود باراك الذي يؤيد ذلك من جهة، وبين رئيس المخابرات، ورئيس الموساد وعناصر كبيرة اخرى في محيط اولمرت يعارضون ذلك من الجهة الاخرى.