ترمي الخطة الشاملة لتطوير طريق الملك عبدالله، إلى تحقيق جملة من الأهداف التصميمية للمرحلة الأولى من مشروع الطريق التي تمتد من شرق طريق الملك عبد العزيز حتى غرب طريق الأمير تركي بن عبد العزيز الأول، تتمثل في تحويل الطريق من وضعه الحالي إلى طريق حر الحركة للسيارات، وزيادة طاقة الطريق الاستيعابية من 190ألف سيارة في الوقت الحاضر إلى 520ألف سيارة يومياً بعد إنشائه، إلى جانب تحويله إلى بيئة عمرانية واقتصادية وإنسانية مميزة تتلاءم مع دوره كعصب نشاط رئيسي، وتهيئة الطريق لاستيعاب خط القطار الكهربائي والمحطات الخاصة به مستقبلا، واستيعاب أنظمة الإدارة المرورية التقنية المتقدمة. وفضلاً عما سبق لن تقتصر نواتج مشروع تطوير طريق الملك عبد الله في مدينة الرياض، الذي تنفذه الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض، على مدينة الرياض، على الجوانب المرورية وتيسير حركة السير لمرتاديه فقط، بل تمتد هذه النواتج لتشمل التعامل مع الطريق ومحيطه كبيئة عمرانية متكاملة تهتم بكافة الجوانب الإنسانية والجمالية والبيئية ذات الصلة. فبرنامج تطوير الطريق يراعي متطلبات حركة المشاة والمتسوقين في المنطقة، وذلك عبر بسط أرصفة فسيحة على طول الطريق تمتد لأكثر من 113.665متراً مربعاً، تتخللها ممرات مظللة للمشاة للتشجيع السكان على ممارسة رياضة المشي ونشر الوعي الصحي بأهمية هذه الرياضة، وما تعود به من نفع على الصحة العامة في المجتمع. ولكون البيئة المحيطة بممرات المشاة، تشكل أحد عوامل الجذب الرئيسية لمرتادي هذه الممرات، روعي في تصميم أرصفة الطريق، تغطيتها بغطاء كثيف من الأشجار والنخيل، الأمر الذي من شأنه خلق منطقة طبيعة موازية للطريق، تضم أكثر من 3642شجرة، ونحو 524نخلة، وعدد يتجاوز 3500نبتة وشجيرة، فيما ستمد مسطحات خضراء على طول الأرصفة، لتغطي مساحة يبلغ قدرها 63.448متراً مربعاً. ولم يغفل برنامج تطوير الطريق، العناية بما يعرف ب "فرش الطريق" حيث سيراعي استخدام الألوان المناسبة لبلاط الأرضيات، وتحديد المواقع الملائمة للوحات الإرشادية والدعائية التي ستضفي على جانبي الطريق المزيد من الحيوية والتفاعل، مع الأخذ في الاعتبار للمواقع الملائمة لأماكن الجلوس والتنزه على جانبي الطريق، وهو ما من شأنه المساهمة في جذب السكان لمناطق التسوق المحيطة، فضلاً عن تشجيع التواصل الإنساني لمجاوري الطريق من سكان الأحياء ضمن بيئة مميزة. جانب آخر من "أنسنة الطريق" يتمثل في اعتناء برنامج التطوير، بنوعية وشكل الإضاءة الليلية المناسبة لأرصفة المشاة وتمييزها عن تلك المستخدمة في إضاءة الطريق، حيث سيتم تصميم الإضاءة واختيار وحداتها بشكل يتناسب مع عناصر التصميم العمراني الأخرى، لتحقيق المتطلب الوظيفي والجمالي في آن واحد. كما ستحتوي الحديقة العلوية (البلازا) التي تقام فوق النفق الممتد من تقاطع الطريق مع طريق الملك فهد حتى شارع العليا بطول 700متر، على مناطق خضراء ومشجرة، تحيط بساحة عامة قريبة من محطة القطارات المركزية التي ستقام على تقاطع طريق الملك عبدالله مع طريق العليا. وستعمل هذه الحديقة والساحات المحيطة بها، على استيعاب حركة ركاب القطار أثناء وصولهم إلى المحطة وتأمين المواقف الكافية لسيارات الأجرة، في الوقت الذي تمثل فيه متنفساً طبيعياً لسكان الأحياء المجاورة ومرتادي الطريق حيث تحتوي على مسطحات خضراء على مساحة تزيد عن 1050متر مربع، فضلاً عما تمثله من إضافة جمالية وبيئة للطريق بشكل خاص والمدينة بصفة عامة. وقد روعي في برنامج تطوير الطريق، تحديد مواقع ملائمة ومجهزة لانتظار الحافلات وسيارات الأجرة، فيما سيجري تخصيص مساحات واسعة على جانبي الطريق لمواقف سيارات المتسوقين والمرتادين، تزيد مساحتها عن 16.658متر مربع، وتستوعب نحو 1400سيارة. ولتأكيد الربط بين الضفتين الشمالية والجنوبية للطريق، وتسهيل تنقل المتسوقين بشكل آمن وميسر، أكد تصميم مشروع الطريق على استغلال المناطق المغطاة من الطريق، كمنطقة عبور للمشاة بعيداً عن حركة المركبات السريعة.