قبل سنوات كتب هنا بالرياض الجريدة الزميل الاستاذ عبدالوهاب الفايز رئيس تحرير الاقتصادية حاليا مقالا هاما حول علاقة تفاعل التلفزيون السعودي والاذاعة بما يحدث داخليا خصوصا ان ما كتبه الفايز كان حول سوء تعاطي الاعلام المرئي والمسموع مع الامطار الغزيرة التي هطلت على الرياض خصوصا وتوعية السكان آنذاك، ورغم مرور السنين، لم يتبدل الحال، فما يحدث من تفاعل الاعلام المرئي والمسموع الرسميين لدينا بكل المقاييس لايرقى الى التطور الذي تشهده بلادنا، فالاشكالية نفسها، والاحترافية غائبة، والبيروقراطية حاضرة بقوة، والتقليدية سمة ارتبطت بتلفزيوننا واذاعتنا!! الشريط الاخباري في قنواتنا السعودية يركز على الاعلان عن قرب الانتخابات في نيوزيلاندنا، بينما محاصرة السيول لبعض مدننا وفقدان المواطنين، وتضرر الكثيرين لايمثل سوى بضع كلمات لاتختلف عن خبر اجتماع الرئيس اوباما مع مستشاريه، اصبحنا نثق للاسف بتتبع رسائل ال (اس ام اس) من المشاهدين عبر مختلف القنوات الغنائية والشعرية، فلك ان تتخيل ان يكون مصدر متابعتك وقلقك على الكثير من اصدقائك عبر رسالة بقناة شعبية عن محاصرة السيول لمدينة سعودية على سبيل المثال وانقطاعها عن العالم الخارجي، وكم من القلق ينتابك وانت تتوغل بهذه الرسائل وتشعر بان هناك الكثير من المدن السعودية تأثرت بامطار الخير، ولكن التفاعل التلفزيوني لهذه الاحداث لايعدو كونه متابعة تقليدية لما يحدث، لقد اغرقنا اعلامنا التلفزيون باخبار ومواضيع لانجدها بهذه الطريقة حتى في الدول المعنية بها، في اليمن تعاطف العالم مع ما حدث لاخواننا في حضرموت ليس لان التلفزيون اليمني اكثر خبرة ولكن لان تفاعلهم مع احداثهم اصدق منا، فليس اهتمام المذيع التلفزيوني لديهم طريقة (تشخيصه) بشماغه وليس همهم التركيز على ايهامنا بالتغيير بالديكورات، ولكن وبكل اسف صدقهم وتعاملهم باحترافية غير بيروقراطية هي التي جعلتهم يتفوقون علينا. الامر لايتطلب سوى تفاعل مباشر مع اهالينا بمدنهم وقراهم، الامر لايتعدى سوى توعية اعلامية احترافية، الامر لايتعدى سوى تغيير شامل لما يحدث لدينا من ملل وعدم ثقة نحو قنواتنا، جميع التلفزيونات لديها برامج يومية تعانق الداخل بشفافية وغير تقليدية، اما لدينا فالامر لايتعدى برامج اهتمامها بمطبخ اليوم، وتكرار التحليلات المملة وغير الفعالة لواقع السوق المالي السعودي، ودبلجة مسلسلات سعودية بعضها فاشل للغة الانجليزية، او تقديم برامج رياضية بعضها اكثر من سخيف جدا!! للاسف اذا لم يتم التغيير سنعتمد على رسائل المشاهدين عبر قنوات الاغاني والشعر الشعبي، اما اعلامنا التلفزيوني الرسمي فسنتابع من خلاله بدء انتخابات نيوزلندا، وارتفاع منسوب مياه الامطار جنوب الصين، ومتابعة اجتماعات اوباما والتي قد لانشاهد متابعتها في القنوات الامريكية..!!