* كشفت دراسة اعدها د. خالد بن عمر الرديعان الأستاذ المساعد بقسم الدراسات الاجتماعية بكلية الآداب بجامعة الملك سعود عن ازدياد حالات الطلاق في السنوات الأخيرة، مشيراً الى زيجة من كل خمس مآلها الفشل حسب الإحصاءات الرسمية لوزارة العدل. وأوضحت الدراسة ان بعض المجتمعات المحافظة كالمجتمع السعودي تستعيض عن الخطوبة بعقد القران مباشرة دون ان يتمكن الشاب والفتاة من معرفة بعضهما بدرجة كافية وتنعت تلك الفترة الفاصلة بين عقد القران وليلة الزفاف بفترة الخطوبة وهي في الغالب فترة لا تطول. وانحصرت قضية الدراسة في الطلاق الذي يسبق الزفاف الذي يقع بعد عقد القران دون ان يكون الزوج قد دخل بزوجته او عاشرها، ومع شيوع اعتقاد بأن حالات طلاق كهذه قليلة او نادرة الا من يقوم بزيارة المحاكم الانكحة سيفاجأ بعدد حالات الطلاق المبكر التي يتعامل معها القضاة بشكل يومي، وهدفت الدراسة الى كشف امرين اسباب الطلاق المبكر ومبرراته، معرفة سمات المطلقين وما اذا كان هناك خصائص يشتركون بها على الأقل في قرار الطلاق. ويرى البعض ان عقد القران بسرعة ليجنب الطرفين المحظورات الدينية كالخلوة غير الشرعية، ورفع الحرج عن اهل الفتاة عند زيارة الشاب اهل زوجته ولا تتمكن الأسرتان من معرفة بعضهما. الدراسة طرحت هذه التساؤلات وكيف تتم اجراءات الطلاق الذي يسبق الزفاف؟ وما الطرق التي اتبعها افراد العينة في البحث عن شريكه حياته؟ وما اجراءات عقد القران وكيف تتم؟ ولماذا يعجل البعض بعقد القران او يؤخره الى ليلة الزفاف وما مبررات ذلك؟ من الصعوبات التي واجهت الباحث انه لم يتمكن من مقابلة الطرفين (المطلق - المطلقة) واقتصرت الدراسة على الذكور الذين مروا بتجربة الطلاق ولم يتسن الحصول على عينة من الإناث لصعوبة مقابلتهن من جهة ومن جهة اخرى كان احد اهداف الدراسة اقتصارها على الذكور لتحكمهم الى درجة كبيرة بقرار الطلاق. نتائج الدراسة وأشارت الدراسة الى ان الشاب يسعى إلى الاقتران بعائلة حسنة السمعة مع توفر اخلاق وجمال الفتاة، ومن الشروط الحديثة للشباب ان تكون الزوجة موظفة مع استبعاد خيار من يعملن في قطاعات تسمح باختلاط الجنسين كالمستشفيات لشيوع اتجاه سلبي لدى الشباب حول العاملات في قطاعات كهذه او ساعات العمل طويلة. كما ذكرت الدراسة ان مهمة البحث عن عروس موكلة للأمهات والأخوات او اللجوء الى الخاطبة، ومن الوسائل ايضاً مكاتب الزيجات المتخصصة ومواقع الانترنت الا ان المبحوثين ابدوا سخرية من تلك الوسائل وأنها تهدف للربح وغير مضمونة. وقد طرح الباحث سؤالا حول ان كان احد المبحوثين قد اختار زوجته (طليقته لاحقا) بنفسه دون اي مساعدة طرف ثالث وقد اجاب بنعم حالة واحدة فقط، وقد أبدى جميع المبحوثين ارتيابهم من الفتيات اللاتي يتواصلن مع الجنس الآخر بأي طريقة ويرون ان سلوكهن غير مقبول وان ما يقمن به بهدف التسلية وليس الزواج، اما المبحوثون الذين تقيم اسرهم في مناطق ومدن صغيرة خارج الرياض اوضحوا ان طليقاتهم كن من نفس المكان الذي تقيم به اسرهم. ويتضح ان هاجس الخلوة غير الشرعية وارد جدا لذا يصبح التعجيل بعقد القران وسيلة مشروعة يسمح بتردد الشاب على أسرة الفتاة والحديث اليها دون ان يختليا ببعضهما، فاللقاء يكون في مكان مفتوح وبحضور اطراف اخرى، وحتى عندما يقوم الشاب بتأثيث المنزل فهو لا يستطيع اخذ زوجته معه للتسوق فهي تذهب للمنزل مع والدتها وبغياب الزوج، وهي القضية التي تثير حفيظة اغلب من تم بحث حالتهم فهم يرون في المسألة قيود مبالغ فيها، كما ان بعض الأسر لا تمانع من ذهاب الزوجين للتسوق شريطة وجود الأم معهما وهو قيد اخر يرى من تمت مقابلتهم انه (شرط سخيف). واظهرت الدراسة ان جميع المطلقين كانوا من الشباب الذين تقع اعمارهم بين 24و 32سنة، ولذلك دلالة سوسيولوجية فالطلاق المبكر غالبا يرتبط بالشباب وهو ما يعكس بعض من خصائصهم النفسية كالتسرع في اتخاذ القرار. وخلصت الدراسة الى ان جميع المبحوثين تقربيا لم ينظروا الى تجاربهم في الطلاق المبكر كفشل ذريع بقدر ما يلقون باللائمة على الظروف المحيطة بهم، فهم يعيدون قضية سوء الاختيار بسبب العادات والتقاليد التي لم تمكنهم من معرفة طليقاتهم بدرجة كافية حتى ان الرؤية الشرعية كانت بحدود 3- 5دقائق وقلة من المبحوثين قالوا انها اكثر. اسباب الطلاق المبكر تضارب رغبات الشباب مع رغبات اسرهم اذ تبين ان اغلب المبحوثين لم يكن لديهم تصور واضح عما يريدون قبل الزواج عدا انهم يرغبون بالزواج كما فعل قرناؤهم وتلبية لرغبات المحيطين بهم كالوالدين وكانت شروطهم تتمثل في الأخلاق والجمال، حيث يقع الشاب تحت تأثير ما يسمع عن الشريكة، وركز الشباب على مسألة كانت تتجاهلها الأمهات او تغيب عن بالهن ، فالعريس يشترط تقارب المستويات الفكرية فهو يرى ان هذا عامل اساسي لاستمرار العلاقة، الى جانب عدم معرفة الطرفين بعضهما لبعض بشكل جيد قبل عقد القران، حيث يعد من اسباب الطلاق الرئيسة، اختلاف توقعات كل طرف عن الآخر.