افتتح مجلس مدينة مانشستر ملعباً جديداً هو الأول من نوعه في بريطانيا - ذلك أن هذا الملعب وكشأن معظم الملاعب، تعج جنباته بالوجوه الباسمة والقهقهات الضاحكة.. بيد أن تلك الوجوه قد رأت في هذه الحياة أكثر مما يتصور أي منا عزيزي القارئ، كما أن الضحكات التي تنطلق من بين جنباته تكتسب مزيداً من الرزانة وتكتسي بمزيد من الوقار ويعلو نبرتها مزيد من الرشد. فقد افتتح مجلس المدينة مؤخراً أول ملعب مخصص لمسنات ممن تبلغ أعمارهن ستين عاماً أو تزيد.. وعوضاً عن المجازات الملتوية والشرائح المنزلقة الخاصة بالتزلج ونحوه، فإن هذا الملعب مجهز بآلات ومعدات مصممة خصيصاً لتقديم تمارين وتدريبات خفيفة لمختلف أعضاء الجسم مثل الورك والأرجل والسيقان والجذع. ففي حين أن التدليك الرياضي يختص بتمارين الجزء العلوي من الجسد فإن جهاز التزلج ينهض بأعباء تدريب عضلات الوركين بينما يتولى جهاز الضغط ضبط حركة المعدة والساقين.. وفوق هذا وذاك هنالك أجهزة ومقار للشد إلى أعلى وأخرى للتمارين الرياضية لعضلات اليدين والذراعين عن طريق الانبطاح على الأرض ومحاولة الارتفاع منها مرة بعد مرة بالاستناد إلى اليدين وأصابع القدمين.. وتوجد أيضاً دعاسات ودواسات للتبديل.ولتمرين الذهن كما الجسم سواء بسواء، هنالك مخطوطات ومنحوتات لمقتبسات من مشاهير الفلاسفة، وهي موزعة حول الحديقة داخل الملعب الذي تم تصميمه استناداً على فكرة ألمانية وتم تشييده من قبل اتحاد الأهالي في دام هد بارك في بلاكلي.وتبلغ تكلفة الملعب 15ألف جنيه تم تدبيرها من قبل شركة إدارة الاسكان المحلية.. وبالنسبة للعديد من الأطفال الصغار، فإن الرحلة إلى الحديقة بصحبة الأجداد قد لا تتكرر مرة أخرى.. وبينما يستمتع هؤلاء الأطفال باللعب واللهو في ملعبهم المجاور، فإن بمقدورهم أيضاً مشاهدة أجدادهم عبر السياج الفاصل بين الملعبين.وقد تحدث خوان فيتزجيرالد رئيس اتحاد السكان قائلاً: "عندما قمنا بتجريب الملعب كان جميع من اخترناهن ممن تربو أعمارهن على السبعين عاماً.. ولم أسمع إطلاقاً بمن كان فرحاً بينهن مثلما رأيته في الملعب.. وأعتقد أنكن لستن أكبر من أن تلعبن ولعل هذا مما يساعدكن أيضاً على المحافظة على لياقتكن البدنية". أما بيجي يويل البالغة من العمر 74عاماً، وهي إحدى اللواتي تم اختيارهن لتجريب الملعب، فتقول: "انه يجعلك تشعر وكأنك في الحادية والعشرين من عمرك".. وأما غوردون ليشمان مدير عام جمعية شؤون المسنين "إيدج كونسيرن"، فقد تحدث فقال: "إن حديقة لياقة بدنية وكمال أجسام مصممة بطريقة جيدة من شأنها أن تتيح فرصة عظيمة لتشجيع كبيرات السن على ممارسة التمارين الرياضية والانخراط مجدداً في النشاطات الاجتماعية".وأضاف فقال: "إن العديد من المسنات لا يمارسن ما يكفي من تمارين رياضية.. ونحن حريصون حقاً على أن تعمد السلطات المحلية إلى توفير منظومة من المرافق التي يمكن الوصول إليها واستخدامها من قبل المسنات والتي من شأنها الترويج لممارسة الرياضة البدنية في مرحلة متقدمة من العمر".