أكدت دراسة عربية على أهمية ربط الوطن العربي بمحاور رئيسية من السكك الحديدية بهدف تفعيل دور النقل السككي في الوطن العربي للمساهمة في تنمية التجارة والسياحة العربية البينية والدولية. وأشارت الدراسة، التي أعدها كل من الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي مقره "الكويت"، والاتحاد العربي للسكك الحديدية والذي يتخذ من "سوريا" مقرا له ،ووزعت في القاهرة، الى أن الربط البري بين الدول العربية بشقيه الطرقي والسككي يكتسب أهمية كبرى، مؤكدة على أن النقل السككي بصفة خاصة يتمتع بمزايا اقتصادية وبدرجة عالية من السلامة والأمان. وأوضحت أن بعض الدول العربية تمتلك شبكات قائمة من السكك الحديدية بينما يتجه البعض الآخر لإنشاء شبكات محلية وإقليمية، مؤكدة في هذا الإطار على أهمية أن يتم وضع مخطط عربي شامل لربط هذه الشبكات بعضها ببعض بمحاور رئيسة كمايهيئ أيضا لربط الدول العربية بدول الجوار. وذكرت أن مخطط الربط البري العربي بالسكك الحديدية يهدف الى توفير رؤية شاملة للتكامل والترابط بين شبكات السكك الحديدية العربية لتعزيز الربط بين دول المنطقة وتحقيق التكامل الاقتصادي فيما بينها، كمايهدف أيضا الى تيسير حركة نقل التجارة العربية البينية والدولية وحركة السياحة بين الدول العربية ومع العالم الخارجي وتخفيض تكلفتها وذلك من خلال استكمال الربط بين شبكات السكك الحديدية القائمة بين الدول العربية بمحاور رئيسة ذات مواصفات قياسية موحدة. وقدرت الدراسة إجمالي أطوال شبكات السكك الحديدية القائمة في الدول العربية بنحو 11ألفا و 594كيلو مترا منها حوالي 696كيلو مترا، تمثل 6في المائة من إجمالي الشبكة، لاتعمل حاليا، أما شبكة السكك الحديدية المقترحة للربط السككي العربي يقدر طولها الإجمالي بحوالي 33ألف كيلو متر وتتكون من 18محورا رئيسا منها 7محاور متجهة "شمال - جنوب" يقدر طولها الإجمالي بحوالي 16ألف و 500كيلو متر، و 11محورا متجهة "شرق - غرب" يقدر طولها الإجمالي بحوالي 16ألف و 500كيلو متر. وأشارت الى أن المحاور المقترحة لشبكة الربط السككي العربي تتضمن المحاور المتجهة "شمال - جنوب" تشمل، محور العراق - شرق الجزيرة العربية ويقدر طوله الإجمالي 4302كيلو متر ويمتد من منفذ "اليعريبة" على الحدود السورية - العراقية حتى صلالة في سلطنة عمان مرورا بمنافذ في العراق والكويت والسعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، ومحور وسط الجزيرة العربية بطول 1601كيلو متر ويمتد من مدينة الزرقاء الأردنية حتى الرياض السعودية مرورا بمنفذي العمري الأردني وحديثة السعودي وعدد من المدن السعودية. كما يتضمن محور سوريا - الصومال بطول 6081كيلو مترا ويمتد من ميدان "اكبس" في سوريا حتى، مقديشيو في الصومال مرورا بمنافذ ومدن في الأردن والسعودية واليمن وجيبوتي والصومال، الى جانب محور حمص - الرياق بطول 113كيلو مترا ويمتد بين حمص في سوريا والرياق في لبنان، ومحور شرق البحر المتوسط ويقدر طوله الإجمالي بحوالي 355كيلو مترا ويمتد من اللاذقية في سوريا وصور في لبنان مرورا بمنافذ ومدن في كل من البلدين، ومحور وادي النيل ويقدر طوله الإجمالي بنحو 2327كيلو مترا ويمتد بين طنطا "مصر"، والخرطوم "السودان" مرورا بعدد من المنافذ في المدن المصرية والسودانية، فضلا عن محور الجزائر - الحدود الموريتانية بطول 1538كيلو مترا ويمتد من وهران "الجزائر" حتى مناجم غار جبيلات في الجزائر على حدود موريتانيا. وأوضحت الدراسة أن المحاور المتجهة "شرق - غرب" تشمل محور العراق - شرق البحر المتوسط بطول 1258كيلو مترا ويمتد من منفذ "خانقين" في العراق حتى "اللاذقية" بسوريا مرورا بعدد من المنافذ والمدن العراقية والسورية، ومحور وسط سوريا بطول 799كيلو مترا ويمتد بين منفذ "اليعربية" على الحدود السورية - العراقية حتى "عكاري" في سوريا، ومحور دمشق - بيروت بطول 85كيلو مترا بين العاصمتين دمشقوبيروت، ومحور غرب العراق - الأردن بطول 661كيلو مترا ويمتد بين الحقلانية "العراق" حتى العاصمة الأردنية "عمان". كما يشمل محور ساحل البحر المتوسط - ساحة الأطلسي بطول 8143كيلو مترا ويمتد بين مدينة غزة في فلسطين حتى مدينة "نواديبو" في موريتانيا مرورا بعدد من المنافذ والمدن في كل من مصر وليبيا وتونس والجزائر والمغرب وموريتانيا، ومحور معان - الفردان بطول 653كيلو مترا ويمتد من مدينة "معان" الأردنية حتى كوبري الفردان "مصر" مرورا بعدد من المدن الأردنية والمصرية، ومحور سفاجا - الخارجة في مصر بطول 641كيلو مترا ويمتد بين سفاجا والخارجة، الى جانب محور الجبيل - جدة في السعودية بطول 1519كيلو مترا ويمتد بين مدينتي الجبيلوجدة مرورا بمدن الدماموالرياض ومكة المكرمة. ويشمل أيضا محور الدوحة في قطر ويبلغ طوله 110كيلو مترات ممتدا بين الدوحة وسلوى، ومحور بورتسودان - عطبرة في السودان بطول 474كيلو مترا ويمتد بين مدينتي بورتسودانوعطبرة مرورا بمدينة "هيا".، ومحور جنوب الجزيرة العربية ويبلغ طوله الإجمالي 2235يلو مترا ويمتد من مدينة "ثمريت" في سلطنة عمان حتى باب المندب في اليمن مرورا بعدد من المنافذ والمدن في كل من سلطنة عمان واليمن. وأشارت الدراسة الى أنه سوف يتمخض عن انجاز هذا المخطط مشاريع تسهم في تعزيز التكامل الإقتصادي العربي وتحقيق عوائد ملموسة للمواطنين والمصدرين والمستوردين وتنشيط حركة العمالة والسياحة بين الدول العربية وكذلك مع الدول المجاورة من خلال تيسير الحركة وخفض التكلفة، كماسيشجع إعداد المخطط على مشاركة القطاع الخاص في استثمارات مرفق السكك الحديدية سواء في تنفيذ البنية الأساسية أو التشغيل. وأوضحت أن وثيقة المخطط تشتمل على عنصرين أساسيين أولهما "مرتكزات المخطط" وتشمل مجموعة من البيانات والمعلومات عن الوضع الحالي للنقل السككي في الدول العربية إضافة الى التزامات هذه الدول في إطار الإتفاقيات الثنائية والإقليمية والدولية. ولخصت الدراسة مرتكزات المخطط الرئيسة في شبكات السكك الحديدية القائمة في الوطن العربي، ومحاور الربط السككي المقترحة بين الدول العربية، والخطط الوطنية لمشاريع السكك في كل دولة عربية، والاتفاقيات الدولية والإقليمية والثنائية ذات العلاقة، والقرارات الصادرة من مجلس وزراء النقل العرب بشأن استكمال الربط السككي العربي وبالمواصفات الفنية القياسية. وأشارت الدراسة الى أن مكونات المخطط تتضمن أعداد خريطة لمحاور الربط الرئيسة المستهدفة بين الأقطار العربية، تحدد مسار كل محور والمدن التي يمر بها، وخرائط توضح موقف تنفيذ وتخطيط الأجزاء على المحاور المستهدفة، معتبرة أن هذه الخريطة تمثل أهم مكونات المخطط ويعتمد عليها في متابعة تنفيذ المخطط في المراحل الزمنية اللاحقة. ومن المقترح إجراء دراسة وضع مخطط شامل يتضمن استعراضا وتقييما للوضع الحالي للشبكة بشيء من التفصيل وتحديد أولويات تطوير الأجزاء الهامة في الشبكة استنادا الى توقعات حركة النقل عليها على أن تشمل تلك الدراسة فيما تشمل مراجعة وتقييم الجوانب التنظيمية والإدارة واقتراح القواعد وإدخال النظم الإلكترونية المتطورة حيثما لزم ذلك. وأشارت الدراسة الى أن الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي سيعمل على تمويل وانجاز الدراسة المقترحة من خلال استدراج عرضو من بيوت خبرة استشارية متخصصة تضطلع بإنجازها بالتنسيق مع المؤسسات والجهات ذات الإختصاص في الدول العربية. وكانت فريق عمل ومراجعة وثيقة مخطط الربط البري العربي بالسكك الحديدية قد عقد اجتماعه الأول يومي 19و 20أكتوبر الجاري بمشاركة 10دول عربية.