ما هو شعور الموظف لو قابله المدير الجديد للإدارة بعبارة "ما يمدحونك". أي ان المدير الجديد استمع إلى ملاحظات من المدير السابق عن أداء الموظفين وعلقت بذهنه ملاحظة سلبية عن أحد الموظفين وعندما قابله لأول مرة صدمه بتلك العبارة المحبطة. وفي حالة أخرى ينتقل الطالب (الطفل) في المرحلة الابتدائية من الصف الرابع إلى الخامس ثم يستقبله المعلم في بداية العام الدراسي ويصعقه بعبارة "ما يمدحونك". قد يكون على الطفل بعض الملاحظات والسلوكيات غير المرغوبة ولكن هل الحل في التركيز على سلبية معينة والبدء بها كمفتاح للتعامل مع الطفل في عام دراسي جديد حيث يكون الطالب بحاجة إلى تشجيع وترغيب، وعوامل جذب متعددة من أهمها رفع الروح المعنوية وبدء صفحة جديدة من العلاقة التفاعلية التربوية بين الطالب والمعلم؟ كيف يبدأ المعلم العام الدراسي الجديد بطريقة تربوية محبطة؟ في حالة مدير الإدارة اعتمد المدير الجديد على ملاحظات المدير السابق وكان عليه أن لا يستعجل وأن يتأكد ويبدأ التعامل مع الموظف دون التأثر بأحكام مسبقة. وفي حالة المعلم، اعتاد هو الآخر على ملاحظات معلم سابق، وكان عليه ان يبدأ صفحة جديدة دون التأثر بأحكام مسبقة وخاصة عندما تكون هذه الأحكام عبارة عن ملاحظات سلبية. هناك بالتأكيد جوانب إيجابية في شخصية ذلك الموظف، وفي شخصية الطفل لكن المدير لم يبحث عنها، وكذلك المعلم. وهذا خطأ يقع في المدرسة، والعمل، والمنزل. في بيئة العمل - مثلاً - تجرى عملية تقييم تبحث عن الأخطاء فإن وجدت يوجه اللوم للإدارة المسؤولة، وإن حدث العكس واتضح وجود إنجازات متميزة فإن الإدارة صاحبة الإنجاز لا تقدر على إنجازاتها. وفي المنزل يقع الكبار أولياء الأمور في الخطأ نفسه حين يتعاملون مع الأطفال بمنطق العقاب فقط، وتوجيه الأنظار نحو السلوكيات الخاطئة ومعاملة أصحابها بالتقريع والحرمان وترسيخ الفكرة السلبية عن الطفل في الذهن إلى أمد قد يطول. أما الجانب التربوي الآخر وهو تعزيز السلوكيات الايجابية فإنه مع الأسف غير موجود، وقد ينتج عن ذلك أن يستسلم الطفل لفكرة أنه طفل مشاغب أو غير منضبط لأن والديه أو من حوله من الكبار لا يحاولون تغيير هذه الفكرة ولا يبحثون عن الجوانب الايجابية في شخصية الطفل. عندما يكذب الطفل فليس من المناسب تربوياً أن نكرر على مسمع الطفل انه كذاب، وما أكثر الطرق التربوية التي يمكن استخدامها لمعالجة الكذب أو أي سلوك آخر من السلوكيات غير المرغوبة، المهم دائماً أن نطرق باب الايجابيات من أجل تعزيزها وتشجيع الطفل على الثقة بالنفس، ومساعدته على التغلب على أخطائه. هذا الأسلوب التربوي هو المطلوب أيضاً حتى في بيئة العمل في التعامل بين المدير والمرؤوسين، فالكبير أيضاً بحاجة إلى التشجيع والمساعدة وتعزيز الايجابيات بدلاً من تكريس السلبيات. "ما يمدحونك" حين يقولها المدير للموظف قد يلجأ الموظف إلى الانسحاب إلى ميدان اللامبالاة، أو الانتقال إلى قسم آخر أو العمل الجاد لتغيير الصورة الذهنية الراسخة عنه. وحين يقول تلك العبارة معلم لطفل في بداية العام الدراسي فإنه يساهم في هدم الشخصية لا في بنائها.