يواجه البرنامج التقويمي بالمدارس اعتراضات وتدخلات من أولياء أمور تخص حركة التنقلات الداخلية للطلاب بين الفصول الدراسية، مما قد يعيق نجاح البرنامج، ويُحدث نوعا من الفوضى الإدارية في التعامل مع المشاكل التربوية في المدرسة. ومع بدء الفصل الدراسي الثاني، تعيش كثير من مدارس الجبيل هذه الأيام، حركة في التنقلات الداخلية للطلاب بين الفصول، تتزامن معها محاولات ووساطات أولياء الأمور، وشفاعات المدرسين لدى إدارة المدرسة لإعادة طالب معين إلى فصله السابق، أو استثناء آخر من النقل، مما يؤثر سلباً على خطة العلاج التي يعمد فيها الإرشاد الطلابي بالمدارس إلى رصد السلوكيات العبثية المنظمة التي تعززها الدائرة الاجتماعية المحيطة بالطالب في الصف خلال الفصل الدراسي الأول، وعند بدء الفصل الثاني تبدأ حركة نقل أولئك الطلاب. وقال أخصائي الإرشاد النفسي والاجتماعي بوحدة التوجيه والإرشاد بإدارة التعليم بالمنطقة الشرقية أسعد النمر، ل"الوطن" أمس إن الخطة يجب أن تستهدف السلوكيات السلبية التي تجد تعزيزا ذاتيا من الطالب، أو من المناخ الاجتماعي داخل صفه، الأمر الذي يستدعي تفكيك هذه الدائرة الاجتماعية إلى جزيئات من أجل إضعاف ذلك التعزيز السلبي، كما يجب على المعلمين تعزيز الخطة من خلال عدم تذكير الطالب بسلوكياته السلبية السابقة في الفصل الأول، وتشجيع الطالب على الإيجابية، وإشراكه في أنشطة تعاونية إيجابية من شأنها دفعه لخلق صداقات جديدة، واكتساب خبرات إيجابية جديدة، للوصول إلى نسبة كبيرة من النجاح في تقويم السلوك المستهدف بالعلاج. أما مدير مدرسة الخليج المتوسطة بالهيئة الملكية بالجبيل محمد صالح الغامدي فقال ل"الوطن" أمس، إن خطة تقويم السلوك التي تنفذها المدرسة وفق الحاجة أثبتت نجاحها خلال السنتين الماضيتين في دفع الطالب لاكتشاف جوانب إيجابية في شخصيته، وهيّأت كثيرا من الطلاب للانخراط في أنشطة تفاعلية بسبب تغيّر المحيط الاجتماعي بالصف، ومن جانبنا تم تنفيذ البرنامج التقويمي بحزم في عدم فتح باب الشفاعات مهما كانت، بالتزامن مع برامج تعزيزية للقيم الإيجابية التي تلحظ على المنقولين من قبل الإرشاد الطلابي، والمعلمين". وشدّد الغامدي على ضرورة تفهّم أولياء الأمور لهذه الخطة، وإيمانهم أن خطط تقويم السلوك التي تنفذها المدرسة بحق أبنائهم تصب في مصلحتهم على المدى الطويل. في حين، أكد المرشد الطلابي بالمدرسة نفسها خالد الغامدي، أن حركة نقل الطلاب التقويمية التي نفذتها المدرسة في أحد فصولها، استهدفت من يحدثون فوضى وعبثية من شأنها تعطيل الاستفادة من فعاليات الدرس والتأثير على سير العلمية التعليمية والتعلمية داخل الصف. مضيفاً أن المدرسة رصدت نتائج إيجابية لهذه الخطة العام الماضي، مما شجع على تنفيذها هذا العام، متوقعاً أن تتحسن النتائج بصورة أفضل نتيجة الإعداد الجيد، والتعاون بين أعضاء فريق العمل بالمدرسة من إداريين، ومرشدين ومعلمين. من جانبه، قال جابر القحطاني المرشد الطلابي بثانوية أم القرى بالجبيل الصناعية إن العواطف تنمو وتتسع في مرحلة المراهقة أكثر من أي مرحلة أخرى من مراحل الحياة، وللمراهق القابلية والاستعداد الكامل لأن يلعب دوراً فعالاً كأحد طرفي المعادلة في علاقات الصداقة وذلك لما يتسم به من مشاعر عاطفية حادة. وعبر عن أسفه لاختلال التوازن بين العواطف والأفكار المنطقية في هذه المرحلة لدى المراهق، فتميل لديه كفة العاطفة على حساب العقل والمنطق، الأمر الذي يجعل من واجبنا توجيه عواطف وسلوكيات أبنائنا الطلاب. ومن ذلك التوجيه خطة نقل الطلاب من الفصول بهدف تقويم سلوكهم، فكثيرا ما يشكل بعض الطلاب مجموعات تنسجم مع بعضها يكون من شأن ذلك الانسجام إحداث فوضى أو عبث يضر بهم قبل غيرهم سلوكيا وتحصيليا، مما يجعل تفكيك تلك المجموعات أمرا لازما وفق خطة تربوية مدروسة هدفها تقويم تلك السلوكيات غير المرغوب فيها، وهذا هو الذي يحدث كل عام ولله الحمد، حيث يستجيب الطلاب للخطة، وتحقق هدفها في نهاية العام.