بدأت أمس الاثنين محاكمة 86متهما بالانتماء إلى شبكة اجرامية سرية (ارغانيكون) تسعى إلى الاطاحة بالحكومة التركية، في اجواء من الفوضى في سجن بضواحي اسطنبول. وفي قاعة غصت بالحضور حتى ان العديد من المحامين لم يجدوا اماكن للجلوس، اقترح القاضي على هيئة الدفاع تقسيم المتهمين إلى مجموعتين وعرض محاكمة الاشخاص الذين لم يوضعوا في الحجز التحفظي، لاحقا. وعارض المحامون هذا الاقتراح معتبرين انه يمس بحقوق الدفاع واقترح بعضهم نقل المحاكمة إلى قاعة رياضة واسعة بما يكفي لاستقبال الحضور في ظروف جيدة. وقال احد المحامين "امارس المحاماة منذ 50عاما لم اشهد طوالها مثل هذه الظروف". واضاف آخر "منذ 16شهرا تسود حالة الفوضى نفسها لمنعنا من ممارسة حقنا في الدفاع بشكل سليم". وعلق القاضي الجلسة ليبت في احتمال تغيير المحكمة. ووجهت للمتهمين 30تهمة بينها الانتماء إلى منظمة إرهابية مسلحة والحث على العصيان المسلح ضد الحكومة التركية. وتتهم النيابة العامة هؤلاء بالسعي إلى اشاعة الفوضى في البلاد من خلال تكثيف المظاهرات غير القانونية والاغتيالات والهجمات على قوات الامن وذلك من اجل الاطاحة بحكومة حزب العدالة والتنمية المنبثق عن التيار الاسلامي. وبحسب وسائل اعلام تركية فان الهدف من وراء اشاعة مناخ من العنف، التسبب في تدخل للجيش التركي الذي كان وراء اربعة انقلابات عسكرية في اربعة عقود والذي هدد العام الماضي الحكومة بالتدخل للدفاع عن العلمانية المتبعة في البلاد. وتنسب لائحة الاتهام التي تقع في 2500صفحة للمجموعة المسؤولية عن هجوم استهدف مجلس الدولة قتل فيه قاض وهجمات بقنابل يدوية على صحيفة "جمهوريات" المقربة من الأوساط العلمانية. كما تتهم المجموعة بالتخطيط للاعتداء على رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان وقائد اركان الجيش السابق يشار بوكانيت والعديد من الشخصيات بينها حائز جائزة نوبل للآداب لعام 2006اورهان باموك. وبين ال 86متهما الذين تم وضع 46منهم قيد الحبس التحفظي، هناك العديد من الضباط وزعيم حزب قومي صغير ومحام من اليمين المتطرف نال شهرة بسبب دعاواه ضد مثقفين وناقد وصحافيين وعناصر مافيا. ووقف مئات من انصار حزب العمال (قومي) امام السجن للاحتجاج على احتجاز ومحاكمة زعيمهم دوغو بيرنتشيك المتهم بتزعم شبكة ارغانيكون والذي قد يحكم عليه بالسجن المؤبد. وهتف المتظاهرون الذين رفعوا العلم التركي "الخونة في البرلمان والوطنيون في السجن" و"بيرنتشيك سيخرج وسيحاسب" المسؤولين. ولئن اشادت الأوساط المقربة من الحكومة والليبرالية ببدء التحقيق في حزيران/يونيو 2007في القضية اثر اكتشاف مخبأ سلاح في اسطنبول باعتباره تقدما غير مسبوق في مواجهة الشبكات السياسية والمافياوية في تركيا، فان هناك من يعارضه بشدة. والمعارضون هم اجمالا من انصار العلمانية الذين يتهمون الحكومة بالرغبة في اسكات المعارضة العلمانية بمساعدة مدعين يحابون المعارضين لسياسة اتاتورك. على صعيد آخر، ذكرت وكالة أنباء الاناضول التركية ان متظاهرا كرديا قتل الاثنين عندما وقعت اشتباكات الشرطة مع متظاهرين في مدينة دوغوبيازيد في شرق تركيا. وقال ضابط في الشرطة لوكالة فرانس برس في اتصال هاتفي ان "شخصا واحدا قتل". وقالت وكالة أنباء الاناضول ان المواجهات اندلعت عندما حاول محتجون يرددون هتافات مؤيدة لعبد الله اوجلان وحزبه حزب العمال الكردستاني، تنظيم مسيرة. وقد تدخلت الشرطة واطلقت النار. ولم يعرف على الفور كيف قتل المتظاهر.