في الذكرى 39لانطلاقتها احتفلت أمس "الاثنين" صحيفة "الاتحاد" الظبيانية التي انطلقت من العاصمة الاماراتيةأبوظبي بذكرى تأسيسها، وأفردت لهذه المناسبة مساحات واسعة لمقالات رؤساء تحرير الصحف السعودية والخليجية وكتابها الإماراتيين والخليجيين والعرب. ونشرت "الاتحاد" مقالاً للأستاذ تركي بن عبدالله السديري رئيس تحرير "الرياض"، الذي قال بمناسبة ذكرى تأسيس "الاتحاد": "عرفت منطقتنا الخليجية صحافة الإعلام متأخرة قياساً بأنحاء أخرى في العالم العربي ولم يكن يتصور الصحفيون الشباب قبل أربعين عاماً تقريباً ان بمقدورهم أن يكونوا متبوعين لا تابعين". وقال: "كان صوت المتاجرة الصحفية آنذاك يعلو الشعارات لكن لم يبشر بأي نتائج.. ونحن نعرف ماذا كان يقال لنا ويقال عنا في تلك المرحلة... أجزم أننا استفدنا جداً من خطط التطوير المتلاحقة والآخذة بعين الاعتبار تجنيب المجتمع لهب الصدامات"، واستشهد بأبوظبي "قلب الامارات.. هي الأفضل نموذجاً بتحقيقها للتنمية المتوازنة التي أخذت فيها الثقافة وتنوع وسائل الإعلام والفنون وكفاءة الاقتصاد واجهة التقدير وتبرز مع هذه الرؤية في التكامل التنموي القدرة الصحفية التي تميزت بها جريدة الاتحاد.. فهي صحيفة مجتمع ودولة في آن واحد وفي عالمنا العربي كثيراً ما يحدث الانشطار بين المجتمع والدولة أما في خليجنا فلا.." وأكد أن صحيفة الاتحاد "وفرت فرص تبادل الآراء وطرح الأفكار التي لم تخضع لقياسات مصالح معينة وإنما اتجهت إلى خدمة الصالح العام وقد تكاملت كفاءة النشر وتنوع الأفكار بل الأسماء التي شملت مشاركة أقلام رصينة عديدة مع كفاءة مستوى النشر ونوعية الطباعة حيث يحتلان عائقاً قياسياً في وجه بعض مواقع النشر العربية خارج منطقة الخليج". وأضاف: "ان صحيفة الاتحاد رعت مسؤولية تنمية مشاركة المواطن بعدد كبير من الكتّاب والصحفيين المحليين وهي مهمة ليست بالسهلة". واختتم الأستاذ تركي السديري مقاله بالقول: "إن للجريدة (الاتحاد) وجودا متميزا في تبني مهمات الدعم الثقافي عبر مناسبات مختلفة.. باختصار هي موقع متميز لأقلام خليجية متميزة". وكتب الأستاذ راشد العريمي رئيس تحرير الزميلة "الاتحاد" مقالاً افتتاحياً بهذه المناسبة قال فيه: "اليوم عيد وعهد.. 39عاماً على الانطلاقة وعهد كل يوم عطاء الكلمة". وأضاف "39" عاماً والهدف واحد لم يتغير نشر الحقيقة وإيصال الصوت. ولدت الاتحاد اسماً في مثل هذا اليوم وترعرع الاسم في كنف اسم أكبر، اتحاد دولتنا الحبيبة". وقال العريمي: "البداية لم تكن سهلة لكن روح الفريق الواحد والقلب الواحد ذللت المصاعب فعانق النهار الليل حتى تخرج الكلمات موزونة إلى قارئ عطش للمعلومة والخبر. كبر التحدي يوماً بعد آخر وعاماً بعد عام، ومع طفرة التكنولوجيا وتوسع الإعلام المرئي والمسموع كبرت المسؤوليات في البحث عن الجديد للحفاظ على القارئ مع كل فجر جديد". وأكد رئيس تحرير "الاتحاد" أن "الرهان الدائم كان الفريق المتحرك على الأرض.. لم يهدأ ولم يسترح بل واجه التحدي ناقلاً نبض الناس، نبض الشارع، نبض الأروقة، نبض الصحراء القوية، والبحر الهدّار، عاماً بعد آخر، رافقت الاتحاد عمارة الحجر بمداد الكلمة والفكر". وشدد العريمي في كلمته الافتتاحية على أن "البحث الدائم عن الحقيقة ونقل الصورة في كل أبعادها ليس سهلاً في عالم أصبحت فيه طفرة المعلومات عبئاً يحتاج التأكد حرصاً على المصداقية والشفافية. لكن ومع كل عام يبدأ وآخر ينتهي، يكون هناك وقفة للتفكير بما نعتزم تقديمه للقارئ ونسأل هل أوصلنا الرسالة وهل بلغنا الهدف؟ إنه سؤال صعب، إجابته التحدي اليومي في البحث الدائم والتقصي". وأضاف "الاتحاد" على وعدها ووعد العاملين بها بالعمل أولاً من أجل قارئها في نقل الحقيقة شفافة كما هي في السياسة والاقتصاد والثقافة والرياضة والتنوع. على الوعد الدائم بالحداثة والمضي إلى الأمام من دون تردد أو خوف. وفي ختام افتتاحيته أكد العريمي ان هدف صحيفة "الاتحاد" لم يتغير وقال "اليوم 39عاماً وغداً نبدأ العام ال 40الهدف باق لم يتغير وهو الوصول إلى كل قارئ ليس في الامارات وحسب، إنما إلى كل العرب من المحيط إلى الخليج. رسالة "الاتحاد" كما ثوب الاتحاد الأكبر لم تتغير، نقل الرسالة الموزونة التي تحث على التقارب لا التباعد.. الشفافية إلى أبعد الحدود والشعار الدائم التجدد ومواكبة العصر". كما استضافت صحيفة الاتحاد عدداً من رؤساء تحرير الصحف السعودية والخليجية والعربية وكتابها الاماراتيين والعرب الذين حيوا انطلاقة صحيفة "الاتحاد" بهذه المناسبة. في عيد ميلادها التاسع والثلاثين، تنظم "الاتحاد" منتداها السنوي الثالث الذي دأبت على عقده سنوياً منذ 2006، الذي يحمل هذا العام عنوان "الدين والمجتمع في العالم العربي"، ويشارك فيه قرابة 40كاتباً ومفكراً عربياً على مدار يومين يناقش محاور عدة من بينها اشكالية الدين والسياسة في المجتمع، والعلاقة بين الإسلام والديمقراطية اضافة إلى عرض دراسات أعدها باحثون غير مسلمين عن الحركات الإسلامية. ويتطرق المنتدى إلى صعود التدين في أوروبا وإخفاق الحداثة السياسية العربية وتنامي موجات التدين في العالم العربي، والجماعات الدينية وتأثيرها على الاستقرار السياسي. والجدير بالذكر ان صحيفة "الاتحاد" صدرت في 20اكتوبر 1969وكانت في البداية عبارة عن صحيفة اسبوعية نصفية حجم التابلويد. يشرف عليها عدد من موظفي دائرة الإعلام بإمارة أبوظبي على رأسهم المرحوم عبدالله الطائي وكيل وزارة الإعلام بالامارة آنذاك. ويعاونه عبدالله النويس وزكي نسيبة وأحمد الجالي وادمون اسطى، وفريق من الصحفيين المصريين على رأسهم المرحوم مصطفى شردي. وكانت الاتحاد في بدايتها تطبع في بيروت وتنقل جواً إلى الامارات ويتم توزيعها مجاناً. في 22ابريل 1972تحولت للصدور اليومي وبالحجم الكامل واستمرت بالصدور يومياً حتى هذا اليوم، وصدرت النسخة الالكترونية من "الاتحاد" في عام 1996وتعتبر بذلك أول صحيفة اماراتية تقدم الخدمة لقرائها عبر الشبكة الالكترونية بالمجان، يصدر عنها عدة مطبوعات هي: مجلة ماجد وقد صدرت في 28فبراير 1979، مجلة زهرة الخليج في 31مارس 1979، ويرأس تحريرها الآن الاستاذ راشد العريمي.