استقبل خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - في قصر طيبة بالمدينةالمنورة مساء أمس أصحاب الفضيلة العلماء والمشايخ وكبار المسؤولين من مدنيين وعسكريين وجموعاً من المواطنين الذين قدموا للسلام عليه - رعاه الله. وفي بداية الاستقبال أنصت الجميع إلى تلاوة آيات من القرآن الكريم مع شرحها وتفسيرها. ثم ألقيت كلمة أهالي منطقة المدينةالمنورة ألقاها نيابة عنهم عضو مجلس المنطقة خالد حمزة غوث، رأى فيها أن الاحتفاء بزيارة خادم الحرمين الشريفين إلى المدينةالمنورة يعكس التلاحم العظيم بين الوطن وقيادته مما يعطي القدوة ويرسم المثل في تاريخ بناء الدول والشعوب، مشيرا إلى أن هذا الوطن تحقق له وحدة قائمة على البر والتقوى أساسها عقيدة التوحيد الصافية ومنطلقها الواسع الشريعة السماوية السمحة بما تحمله من مبادئ أصيلة. وقال "إن زيارة خادم الحرمين الشريفين ولقاءه بأهالي منطقة المدينةالمنورة تحمل كثيراً من الدلالات التي تعكس هذا الترابط بين ملك القلوب الذي ارتبط اسمه بأطهر بقاع الدنيا قاطبة وبين هذا الشعب الذي يفرح بلقائه أين ما حل وأين ما ذهب". ونوه عضو مجلس منطقة المدينةالمنورة بجهود خادم الحرمين الشريفين في خدمة المسجد النبوي الشريف، وما يقدمه من عطاءات لا حدود لها في سبيل بناء هذا الوطن، ومواصلة تفوق مجتمعه بدعم التنمية المتوازنة والانفتاح على الآخر. وأضاف "أن المملكة تشهد نقلة حضارية متقدمة في التنمية والبناء وجميع المجالات من خلال المنجزات الضخمة والعطاءات السخية والقرارات الصائبة". وأشار إلى أن خادم الحرمين الشريفين استطاع أن يضع المملكة في مقدمة الدول التي تتمتع بحضور عالمي متميز بما لها من إسهامات واضحة وملموسة في الساحة الدولية عبر الدفاع عن مبادئ الأمن والسلام والعدل وحماية حقوق الإنسان ونبذ العنف والتميز العنصري بالإضافة إلى مجهوداتها في تعزيز دور المنظمات العالمية والدعوة إلى تحقيق التعاون الدولي في سبيل النهوض بالمجتمعات النامية في الحصول على المتطلبات الأساسية لتحقيق نمائها واستقرارها. ونوه بما حظيت به المدينةالمنورة من نقلة حضارية مثل غيرها من مدن المملكة ، مؤكدا أن اهتمام خادم الحرمين الشريفين بالمدينةالمنورة منحها قدر من التميز يتناسب مع مكانتها الدينية والتاريخية. وعد المدينةالمنورة مدينة نموذجية قياسا على ما شهدته من مشروعات كبيرة، وقال "أصبحت مدينة نموذجية بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى وتجسد ذلك واقعا يلمس أثره كل منصف إذ علاوة على هذا الاهتمام الخاص من قبل خادم الحرمين الشريفين بالمسجد النبوي الشريف وأمره - أيده الله - بفتح أبوابه على مدار الساعة، أمر - حفظه الله - بإنشاء مدينة المعرفة الاقتصادية باستثمارات تقدر بحوالي (25) مليار ريال مما توفر تأسيس قاعدة للتنمية الاقتصادية المبنية على الصناعات المعرفية ودعم مجال السياحة والتسويق وما ستوفره من آلاف الفرص الوظيفية لأبناء المدينةالمنورة". وأضاف "كما توالت المشروعات بالموافقة على توسعة مطار الأمير محمد بن عبد العزيز وتحويله إلى مطار دولي وكذلك مشروع الخزن الاستراتيجي بالمدينةالمنورة". وفي مجال الخدمة العامة، أوضح "أنه تم تدشين محطة تنقية المياه الجوفية لتوفير المياه للحرم النبوي الشريف في حالة الطوارئ كما تم الانتهاء من إنشاء صوامع الغلال ومطاحن الدقيق لخدمة منطقة المدينةالمنورة ومحافظاتها والمدن القريبة منها بتكلفة إجمالية بلغت (220) مليون ريال كما تم الانتهاء من بناء الإستراتجية المقترحة للتنمية الإقليمية للمنطقة حتى عام 1450ه". وأعرب خالد غوث باسم أهالي منطقة المدينةالمنورة عن الشكر والامتنان لخادم الحرمين الشريفين على ما يبذله - حفظه الله - من جهود في سبيل راحة المواطنين وتوفير سبل العيش الكريم لهم. كما ثمن الدور الكبير الذي يقوم به صاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن ماجد بن عبد العزيز أمير منطقة المدينةالمنورة في تنفيذ توجيهات خادم الحرمين الشريفين لخدمة أهالي المنطقة ومواطنيها. بعد ذلك ألقى الشاعر حبيب العازمي قصيدة بهذه المناسبة. حضر الاستقبال صاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبدالعزيز وزير الشؤون البلدية والقروية وصاحب السمو الملكي الأمير عبدالإله بن عبدالعزيز مستشار خادم الحرمين الشريفين وصاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز رئيس الاستخبارات العامة وصاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن ماجد بن عبدالعزيز أمير منطقة المدينةالمنورة وأصحاب السمو الملكي الأمراء وأصحاب المعالي الوزراء. وقد تناول الجميع طعام العشاء مع خادم الحرمين الشريفين. كما تلقى خادم الحرمين الشريفين اتصالاً هاتفياً أمس من دولة رئيس وزراء بريطانيا غوردن براون. وجرى خلال الاتصال بحث العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين واستعراض الأوضاع الدولية والإقليمية الراهنة.