سجلت أسواق المال تراجعا حادا للبورصات الخليجية والعربية متجاهلة خطة الإنقاذ الأمريكية وسط تخوف من إنهيارات كبيرة آتية، بعد قضية إفلاس مصرف (ليمان براذرز) رابع أكبر بنك أمريكي وتراجعت البورصات الخليجية وعلى رأسها البورصة السعودية، تراجعا عزاه المحللون الى قضية إفلاس البنك الأميركي وانخفاض أسعار النفط الخام، وسجل السوق السعودي، وهو أكبر الخاسرين في المنطقة هبوطاً حاداً كسر حاجز عشرة آلاف نقطة تلاه الأسواق الخليجية الاخرى. وسجلت الأسواق المالية الخليجية والتي هي أصلا تعاني من موجة تصحيح جديدة منذ بداية شهر رمضان المبارك، وقال محللون ماليون وما (أكثرهم)! وقال المحللون إياهم.. هناك عاملان يدفعان بالبورصات نزولا، التأثير النفسي لقضية مصرف (ليمان براذرز) والتراجع الكبير في أسعار النفط، وتراجعت أسعار النفط الى ما دون 93دولاراً للبرميل الواحد في السوق العالمية وهو أدنى مستوى لها منذ فبراير الماضي، وذلك بسبب المخاوف من تراجع الطلب نتيجة للأزمة المالية المتفاقمة عالميا. وانخفض مجموع القيمة السوقية للأسواق المالية الست في دول مجلس التعاون الخليجي بمقدار 200مليار دولار تقريبا مقارنة بقيمته نهاية العام الماضي. وكان اجمالي القيمة السوقية للأسواق الخليجية بحدود 1.116ترليون دولار في نهاية ديسمبر الماضي، ورغم الإتفاق الذي توصل إليه الكونغرس على خطة إنقاذ المصارف وبعد هذه التداعيات اللازمة إلا أن خسارة السوق الإماراتية تعدت 39مليار درهم وحدها وتكبدت سوق دبيوأبوظبي خسائر فاقت 7%، وطالب خبراء فى الإمارات التدخل الحكومى لوقف نزيف الاسهم الإماراتية المتدهورة. من جهة أخرى دفعت التقلبات التي تشهدها الأسواق المالية الأميركية هيئات الاستثمار السيادية الكبرى بدول الخليج العربية للامتناع عن الاستثمار في تلك الاسواق وقالت احدى تلك الهيئات السيادية وهي شركة (مبادلة) للاستثمار المملوكة لحكومة أبوظبي أنها لن تحاول انقاذ أي بنوك متعثرة، وقالت مبادلة وهي من أكثر المستثمرين نشاطا بالمنطقة ان الوقت غير مناسب للاستثمار، كما صرح مسؤول مالي خليجي بأنها أيضا تتخذ موقف التريث، ومن فحوى هذه التصريحات حتى الآن التي تشير إلى أن هيئات الاستثمار التي تهيمن عليها دول مثل هيئة الاستثمار القطرية أو مبادلة أو هيئة أبوظبي للاستثمار أكبر صندوق للثروة السيادية في العالم لن تهرع لانقاذ بنوك متعثرة، وقال وليد المهيري الرئيس التنفيذي للعمليات في تصريح صحفي (لا تتطلع مبادلة الى أي من تلك المؤسسات المالية التي تواجه صعوبات، هناك قدر كبير من التقلب وليس هذا هو أفضل الاوقات للاستثمار). وأضاف في الوقت الراهن سننتظر ونتريث مثلما سيفعل بعض الآخرين. وهذا مايثبت مقولة (أن رأس المال جبان ياليمان).. وهكذا أنفضوا من حولك! وفي الاسبوع المقبل نكمل قصة ليمان.. وطير ابن برمان!! @ المدير الإقليمي لمكتب دبي