يقال إنّ وزارة الصحة تسعى لخصخصة مستشفياتها البالغ عددها 218مستشفى، وذلك لتحقيق تلبية أفضل للخدمات الطبية، ونحن نتوهم إذا افترضنا أن الخصخصة تعني تقديم مستوى أحسن إذ قد يحدث العكس وتسوء الخدمات، كما أن الخصخصة لا تعني أنّ الإدارة ستكون أحسن، وأنا شخصيا جربت العديد من مستشفيات جدة الخاصة، وأشهد أنّ خدماتها أسوأ من خدمات بعض المستشفيات الحكومية، ثمّ إنّ الخصخصة قد تعني زيادة تكاليف مصروفات العلاج حتى مع وجود التأمين الصحي.. صحيح أنّ مستشفياتنا تعاني من سوء الإدارة، ولكنّ هذا يحدث نتيجة لتقيد المستشفيات بأنظمة الدولة المالية وروتينها العقيم، ولو سلمت المستشفيات منهما فإنّ الإدارة لا شك ستتحسن، يضاف إلى ما سبق أن الخصخصة تعني البحث عن الربح قبل كلّ شيء آخر مما ينجم عنه الاستغناء عن عدد من الممرضين والعاملين بعامة، ومما يعني أن المستشفيات في القرى والمدن الصغيرة لن تجد من يشتريها لأنها لا تحقق أي ربح ولهذا من الأفضل إبقاء المستشفيات كما هي بدون خصخصة على أن يوضع نظام لإدارتها بحيث تعطى صلاحية كبيرة لمدير المستشفى، بحيث لا يحتاج إلى أخذ موافقة الوزارة في كلّ صغيرة، وإذا كان ولا بدّ من الخصخصة من أجل أن تتفرغ الوزارة لأعمال أخرى غير العلاج كالوقاية من الأمراض ومكافحة الأمراض الوبائية فليكن بصفة تجريبية في البداية، وبالطبع لا يجب أن يتمّ ذلك إلا بعد أن يغطي التأمين الصحي جميع المواطنين والمقيمين.