مشكلة بعض الاقتصاديين أنهم يضعون النظرية ثم يعبدونها!! على سبيل المثال، الذين يبررون التضخم الهائل بارتفاع الإنفاق الحكومي يصرون إلى يومنا هذا على نظرتهم رغم انه أضحى من الواضح للعيان أن التضخم المهول يأتي بسبب ارتباط الريال بالدولار الضعيف في المقام الأول مع وجود عوامل أخرى مهمة مثل ارتفاع أسعار النفط (التضخم المستورد) وتصرفات الشركات المستوردة في ظل رقابة منعدمة (التضخم المفبرك) وظاهرة التقليد برفع الأسعار بسبب وبدون سبب (التضخم السيكولوجي) والهبال في عالم العقار (التضخم الذي لا أحد يهتم به)!! صرح احد أهم المستشارين الاقتصاديين في مؤسسة النقد السعودي، التي أضحت عرضة للنقد، لرويترز بأن ثمة مشكلة في إدارة السيولة وتحديد مدى كفايتها وأضاف أن المؤسسة ليست واثقة بشأن مدى تأثير السيولة على نسبة التضخم المرتفعة حاليا. هنا نقول كما قلنا سابقا: لماذا المراوغة والهروب من السبب الحقيقي (وهل تحتاج مؤسسة النقد إلى خدمات يوسف الثنيان)؟! هي أي مؤسسة النقد ليست واثقة عن علاقة السيولة بالتضخم والذي أنا واثق منه أن هناك علاقة ضعيفة بين التضخم والسيولة المتردية لذلك تأتي معالجة مؤسسة النقد للتضخم بطريقة كارثية وليست مكارثية!! لان الأصبع لم يأت على الجرح فيندمل!! الارتباط المبهم بالدولار وضع المؤسسة بين كماشتين كل منهما مر!! 1- ضرورة الاقتداء بتحركات مجلس الاحتياطي الاتحادي الأمريكي في ما يتعلق بسعر الفائدة بسبب ارتباط الريال السعودي بالدولار (قد ضل من كانت العميان تهديه!!). 2- ضرورة تخفيض سعر الريبو العكسي بدلا من سعر الريبو لتفادي رفع نسبة التضخم، وما حصل يا سادة هو (نشفت السيولة ولم تنحل مشكلة التضخم)!! يشير التضخم إلى حالتين أو ظاهرتين كل منهما مر كذلك!! 1- الارتفاع في الأسعار. 2- تدهور قيمة العملة!! وفي حالتنا الاقتصادية الدولار هو السبب أبى من أبى واقر من اقر!! فالأسعار ترتفع لان الدولار ينخفض وترتفع عملات الدول المصدرة مقابل ريالنا الأسير في براثن دولار يترنح!! وقيمة الريال تتدهور باستمرار لأنها مرتبطة بعملة متدهورة تطبع بطريقة متهورة لتحقيق أهداف اقتصادية معينة لصالح الولاياتالمتحدة التي لن تسأل عن المرتبطين معها كما هي عادة الرأسماليين المتهورين في عالم ينتمي إلى "دنيا الوحوش"!! وبذكر الرأسمالية، فانه من المستغرب أن المؤسسات الحكومية ذات العلاقة بالأزمة الراهنة لدينا تقف على الحياد وسوق المال في غيبوبة تحت طائلة الخوف ونقص المعلومة وغياب الشفافية ثم يقولون: (هذا "اقتصاد مفتوح" والتدخل محظور)!! مع أن أرباب الرأسمالية فزعوا لأسواقهم ومؤسساتهم وتدخلوا بالإقراض وضخ السيولة وشراء الديون والتأميم وإقفال الأسواق في حالات الفزع!! وربعنا يضعون يدا على رجل يقولون "سوق حر"!! (شغل المكيف يا ولد!!).