صرح الرئيس الجورجي ساكشفيلي للصحافة العبرية مؤخراً بأنه يفتخر بأن أهم وزرائه وخصوصاً وزير الحرب الجورجي ليس فقط يهودي الأصل بل إنه يحمل الجنسية الإسرائيلية وأن عملية تسلح جورجيا وعملها العسكري ضد أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية هو بفضل التسلح والدعم الإسرائيلي العسكري والتقني والتدريب، وإسرائيل بهذه الطريقة تحاول أن تحقق النجاحات التالية: أولاً: إيجاد حليف في جورجيا يفتح آسيا الوسطى بشكل أكثر أمام القوة الإسرائيلية، والأهم هو فتح الأراضي الإيرانية من مناطق جورجية، فدولة مدعومة من قبل أمريكا لا يمكن لإيران أن يصدر منها رد فعل مهم وذو فاعلية في حالة توجيه ضربة إسرائيلية لإيران عن طريق جورجيا. ثانياً: إن إسرائيل حاولت استخدام القيادة الجورجية غير الخبيرة في إضعاف موقف روسيا، وذلك من أجل مزيد من الضغط على روسيا حتى تحد من قدرتها على بيع السلاح أو التقنية النووية لدول عديدة تعدها إسرائيل من الدول التي يجب أن لا تملك القوة. ثالثاً: تريد إسرائيل بذلك أن تقدم خدماتها لكل من أمريكا والغرب من أجل إبعاد وعزل روسيا وإضعافها في محيطها التاريخي، وهذا يصب في نفس أهداف الناتو والولايات المتحدةالأمريكية على المدى البعيد. عند انهيار الاتحاد السوفياتي السابق انشغل العالم العربي والإسلامي عن النداءات التي كانت تصدر من آسيا الوسطى من أجل عودتها إلى أصولها الثقافية والتاريخية والتي يغلب عليها البعد الثقافي الإسلامي، حيث انشغل العالم العربي عن أهداف استراتيجية مهمة بعوامل ثانوية وصراعات محلية عربية، وبالتالي نتج عنها خسائر استراتيجية كبيرة للعالم العربي في مقابل نجاح باهر للاستراتيجية الإسرائيلية.