أكدت الباحثة السعودية في علم (الجرافولوجي) الدكتورة روعة صالح أنها أحست بالإحباط الشديد فور صدور الجزء الأول من سلسلتها للكشف عن الموهوبين جراء سماعها لأحكام بعض (التقليديين) الذين عدوا بحثها ضربا من ضروب الشعوذة والدجل، وامتدت آثار هذا الحكم إلى رفض طلب تقدمت به لإحدى الجهات لتأسيس جمعية خاصة تعنى بالموهوبات. وأضافت على الرغم من الأصول العربية لهذا العلم المرتبط (بعلم الفراسة) إلا أن دراستي تعد الأولى على مستوى العالم العربي حيث عكفت على دراسة هذا العلم على يد متخصصين أجانب ينتمون إلى جامعات عريقة في أوروبا وأمريكا وحصلت على درجة الدكتوراه فيه. وقالت الزميلة في حديثها ل (الرياض) إن هذا العلم الذي يعتمد تحليل الخط اليدوي للغوص في أعماق النفس البشرية لاكتشاف ما يخفى على الشخص نفسه - أحيانا - معمول به في الدول الغربية المتقدمة حيث تستخدمه الشركات والمؤسسات البريطانية والفرنسية والسويسرية على نطاق واسع وبنسب تؤكد أهميته (79% - 85% - 89%) بهدف تحديد شخصيات وقدرات طالبي العمل والتعرف على مواهبهم ومدى ولائهم للمنشآت التي يعملون بها. وأضافت: يمكننا هذا العلم من الكشف عن الموهبة والعبقرية والاطلاع على مكامن القوة والضعف في الشخصية، وأهم المهارات التي يمتلكها الشخص وكيفية تطويرها من خلال تحسينه لخطه في اتجاهات معينة، وهي قدرات فنية تقوم الخط وتعيد هيكلته ليؤدي في النهاية إلى انعكاس على الشخصية فيما يعرف بإعادة اتزان فصي الدماغ للإنسان من خلال الخط، بالإضافة إلى أنه يساعد على فهم الآخرين المهمين في حياتنا لتكوين علاقات إيجابية معهم مبنية على الصدق والوضوح والتفاهم، ومعرفة النفسيات البشرية وبالتالي تحقيق الألفة والتوافق التام، وكذلك يمكننا من خلال هذا العلم تحسين العلاقات الزوجية واختيار (شريك - شريكة) الحياة والإلمام بالمشاكل الجسمية والنفسية والمحاولة في حلها ومعرفة أنماط البشر وكيفية تفكيرهم لتحقيق الانسجام والتواصل معهم والتأثير في الآخرين وتحليل شخصياتهم. نموذج لطريقة تحليل الخط والتوقيع وأشارت الدكتورة روعة إلى أن اعتماد (الجرافولوجي) في قطاع التربية والتعليم سيقلص من أهمية اختبارات التقييم الدورية وقياس مستوى الذكاء لأنه سيبرز أنواع وأنماط التفكير لدى التلاميذ ويظهر السمات والفوارق بينهم مما يعزز نجاح البرامج العلاجية لاحقا. نموذج تطبيقي لعلم الجرافولوجي قامت الدكتورة روعة بتحليل خط وتوقيع أحد الزملاء في المكتب وأوضحت جوانب متطابقة مع شخصية الزميل - حسب قوله - منها وجود مشكلة لديه في التنفس من خلال تقطع الخط، وصراحته الملفتة للانتباه لأن توقيعه غير معقد، وسرعة غضبه لضغطه الشديد على القلم في بداية التوقيع. كما كشفت الزميلة من خلال جملة (صحيفة الرياض) بأنه يميل للانطوائية والغموض لميل كتابته إلى أعلى، ومن خلال رسمه حرف (الهاء) عرفت بأنه يحب النظام والترتيب، أما رسمه للحاء فدلها على عصبيته، وامتلاء الحروف لديه يدل على أنه لا يستطيع التعبير عن مشاعره بسهولة.