يتطلع منسوبو المدارس الحكومية إلى أن يكون لدى وزارة التربية والتعليم حل لمشكلة "عودة المدارس" التي ستشمل المعلمين مع الطلاب في آن واحد من دون منح الإدارة المدرسية والمعلمين فرصة للاستعداد والتنسيق لاستقبال الطلاب بأول أسبوع دراسي والتي يرون بأنها تسبب لهم مشكلات وإرباك كما أنها ستؤثر في المدرسة بشكل عام وفي الطلاب بشكل خاص. وقد أكد عدد منهم أن هذه المشكلة ستحرمهم من الاستمتاع بالإجازة التي منحت لهم بمكرمة ملكية من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز "حفظه الله" الذي أمر بأن يكون أول دوام لجميع الدوائر الحكومية هو يوم السبت 1429/10/11ه الموافق 2008/10/11م. وهذه المشكلة قد أوقعت مديري المدارس والمعلمين بين "نارين" إما بالتنسيق فيما بينهم هاتفياً وإما بأي وسيلة اتصال أخرى للاستعداد لهذا الأسبوع مع استحالة وصعوبة ذلك لأنها غير مجدية وغير كافية أو بمواجهة هذا الأسبوع الذي سيتحول إلى "المهمة المستحيلة" بأن يكون أسبوعاً منظماً ومرتباً وخالياً من الأخطاء والفوضى. الإعداد والتجهيز وبين المعلم عبدالله محمد الملحم بأن عودة مديري المدارس والمعلمين دائماً ما تسبق عودة الطلاب وذلك لتجهيز المدرسة والاستعداد لاستقبال الطلاب قبل مباشرتهم الدراسة، من خلال إعداد وتوزيع جدول الحصص اليومية والمهام على المدرسين والذي قد يستغرق إعداده في بعض الأحوال أسبوعاً خاصة في ظل حركة المعلمين سواء الداخلية أو الخارجية والتي تمت خلال الإجازة وبعض مديري المدارس قد يجهلون تخصص المعلم الجديد الموجه إلى المدرسة ولن يستطيع مدير المدرسة مقابلته قبل مباشرته التدريس بوقت كاف. كما أشار الملحم إلى أنه بالتأكيد أن الفوضى ستسيطر على أول يوم دراسي وبالتأكيد أنها ستؤثر على نفسية الطلاب خاصة المنتقلين من مرحلة إلى أخرى أو طلاب التمهيدي وذلك لما سيترتب على عدم الاستعداد والتنظيم لهذا اليوم. النظافة وترتيب الفصول ومن جهته، أوضح الأستاذ محمد زيد الزنيدي "مرشد طلابي" أن المدرسة بحاجة إلى تجهيز من نواح كثيرة سواء من ناحية النظافة أو ترتيب الفصول وهذه المهمة صعبة بوجود الطلاب، إضافة إلى تحديد عدد الطلاب في الصف الواحد وتوزيع الطاولات بناء على هذا العدد، كما أن تجهيز وتوزيع الكتب المدرسية على الطلاب بحاجة إلى وقت كافي قبل مباشرة الطلاب الدراسة من ناحية فرز الكتب وتوزيعها على طاولات الطلاب قبل حضورهم ليتمكنوا من استلامها قبل أول حصة. الأسبوع التمهيدي وأشار المعلم أسامة سعود الفنيسان إلى أن المشكلة الأهم في عودة الطلاب مع المدرسين هي مشكلة أسبوع التمهيدي للصف الأول الابتدائي والذي يلزمه استعداد وفريق عمل خاص مشكل من مدير ووكيل المدرسة والمشرف الطلابي ومعلمي الصف الأول ابتدائي وإعداد خطة لهذا الأسبوع لاستقبال الطلاب وشراء الهدايا والحلويات والألعاب لهم وتوزيعها والتنسيق والتعاقد مع إحدى شركات الأغذية بخصوص الوجبات المجانية التي تقدم للطلاب، بالإضافة إلى استلام المطويات الخاصة بالأسبوع التمهيدي لتوزيعها على الطلاب. تأخير المباشرة واقترح هؤلاء المعلمون على وزارة التربية والتعليم بأن تكون عودة المعلمين كما هو مقرر يوم السبت وتؤخر مباشرة الطلاب إلى ثلاثة أيام كأقصى حد بحيث يكون يوم الثلاثاء هو بداية الدراسة لهم، علماً بأنه من الصعب إتمام تلك المهام في ثلاثة أيام ولكنه أفضل من مباشرة المعلمين مع الطلاب في يوم واحد. أسبوع ميت وحول أن فكرة تأجيل عودة الطلاب سوف تجبر الوزارة على تمديد الدراسة أسبوعا في فترة الصيف أوضح هؤلاء أن المنهج الدراسي هو 15أسبوعا ويبقى أسبوعان للمراجعة وأحد هذه الأسابيع يعتبر أسبوع "ميت" - على حد تعبيرهم- وقد لا يستغله البعض بمراجعة المواد التعليمية بل إن بعض المدارس قد تجبر إلى تنظيم أنشطة رياضية خلاله، ولن يكون هناك ضرر إذا بادرت الوزارة في هذه السنة فقط وأجلت عودة الطلاب ليومين أو ثلاثة بالإضافة إلى عدم تمديد فترة الدراسة. وعلى الرغم من أن هذه العقبات التي يواجهونها هي صعبة جداً بالنسبة إليهم ولكنهم على ثقة تامة بأنه لن يصعب على وزارة التربية والتعليم من إيجاد الحل الأنسب لها.