في الأسابيع الماضية تحدثت عبر مقالات عديدة عن معظم المنتجات المصرفية الاسلامية، أمثال: المرابحة، والمضاربة، والمشاركة، والإجارة ،والتورق، والصكوك الاسلامية، والقرض الحسن، وبيع السلم، والاستصناع، والمغارسة والمزارعة، والمساقاة، والجعالة، والسفتجة، وكانت الردود وتعليقات القراء على هذه المقالات عبر موقع جريدة الرياض المتألقة والواسعة الانتشار مشجعة، لذا فإنني اشكر جميع القراء على مشاعرهم الطيبة وما أحاطوني به من تقدير. وكذلك القائمين على هذه الجريدة وفي مقدمتهم رئيس التحرير والمشرف على الملحق الاقتصادي، وجميع الزملاء، وبإذن الله سوف أواصل الكتابة عن الصيرفة الاسلامية ومنتجاتها وما يستجد فيها من تغيرات وتطورات وتحليلات مالية على المستوى المحلي والعربي والإسلامي والعالمي، في ضوء التطورات المصرفية الالكترونية، ذلك لأن المصرفية الإسلامية أثبتت وحققت نجاحاتها في كل من ماليزيا، ومصر، والسودان ودول الخليج العربي ومعظم الدول الاسلامية، وهذا يعطي دليلاً قاطعاً على النجاح الذي أحرزته المصرفية الإسلامية من خلال الأعمال التي تمارسها ومدى الفائدة التي يستفيد منها ملايين المسلمين والتي لا تتعارض مع أحكام الشريعة الإسلامية السمحة. كما أن بعض البنوك العالمية بدأت في إدخال بعض المنتجات الإسلامية في أعمالها البنكية وذلك بفتح نوافذ للمعاملات المصرفية ألإسلامية من خلال بعض فروعها، حيث يعتقد أن الاقتصاد العالمي بدأ يدرك أن نظام المصرفية الإسلامية هو البديل الأمثل لنظام البنوك التقليدية (الربوية) المتبع عالمياً وقد ازدادت التعاملات لدخول البنوك العالمية بالمصرفية الإسلامية بعدما لمسته من الطلب المتزايد على التمويل بالطرق الإسلامية، لذا فأنهم يعتقدون أن فتحهم لنوافذ إسلامية يزيد من أرباحهم. وفى تقديري فإن بوادر تحول البنوك العالمية لم يأت من فراغ بل لقناعتهم بمثالية المنتجات الإسلامية في التعامل وسعياً من هذه البنوك لاكتساب حصة من هذه المنتجات الاسلامية مما دفع كثير من هذه البنوك إلى فتح نوافذ إسلامية في مراكزها الرئيسية، حيث أن أحدها فتح فرعاً كاملاً مثل (ستي بنك). كما أن دخول هذه المؤسسات يعزز المنافسة في صناعة المصارف الإسلامية مما يعتبر ظاهرة صحية المستفيد الأول منها هو عملاء هذه البنوك ولكن من المهم أن تلتزم هذه المؤسسات بأحكام الشريعة الإسلامية ومبادئها مع وضع الضوابط التي تمنع من الوقوع فيما هو محظور شرعا وهذا ما أكد عليه علماء الرقابة الشرعية في عدد من المصارف الاسلامية، وللحديث بقيه والله الموفق. @ مستشار مالي عضو جمعية الاقتصاد السعودية