@@ لم تكن تحلم بأجمل منه.. @@ بأرق منه إحساساً.. @@ وطيبة قلب.. @@ وعندما وجدته.. لم تتأخر لحظة واحدة عن الاندفاع اليه.. والارتماء في أحضانه.. واختياره من بين كل من طلبوا يدها.. وتقاطروا اليها.. والفوز بها. @@ حتى أقرب الناس اليها. @@ لم تستمع الى نصائحهم.. @@ إلى مشورتهم.. @@ وإلى حذرهم الشديد منه. @@ وعدم موافقتهم عليه.. @@ وحتى ليلة زفافها منه.. @@ لم تتمالك والدتها نفسها.. @@ وسقطت مغشياً عليها.. @@ وهي ترى ابنتها تزف اليه.. @@ وكأنها تودعها الوداع الأخير.. @@ وكأنها سوف لن تراها بعد اليوم.. @@ وبدلاً من أن تجفف دموع "أمها". @@ وبدلا من أن تطبع قبلة "الاعتذار" على جبهتها.. @@ نظرت إليها نظرة حقد.. وحنق.. وتمتمت بكلمات سوداء. @@ قالت لأخواتها وقد انكببن على أمهن.. @@ يحاولن الوقوف إلى جانبها.. @@ والتخفيف عنها.. @@ قالت وبكل قسوة: أبعدوها عن وجهي.. (!!) @@ ومضت إلى غرفتها.. لتقابله.. @@ لتقابل عريسها المشؤوم.. @@ وتحتضنه بكل حنان الدنيا. @@ بكل جنون العشق.. @@ في الوقت الذي ارتفعت فيه أصوات الأخوات نشيجاً.. ونحيباً.. @@ فيما خرج ضيوف الفرح المشؤوم.. @@ وكأنهم يزفون الأم الى نهايتها.. المحزنة.. @@ والابنة العاقة الى مصيرها المحتوم.. @@ أما العريس .. @@ فإنه الوحيد الذي كان يعيش خارج دائرة الوعي.. وقد احمرت عيناه.. وتهالك جسده.. وارتفعت ضربات قلبه.. وغرق في غيبوته المألوفة. @@@ ضمير مستتر: @@(من لا خير له في أهله.. لا خير له في غيرهم).