تزامنا مع انتصاف فصل الصيف وتفاقم الطلب على المياه النقية في منطقة حائل اقتنص تجار هذه المادة الحيوية في حياة الإنسان حاجة المواطن البسيط للماء.. والذي حوصر بموجة غلاء طالت معظم السلع الأساسية.. ابتدأ بفتيل غلاء المواد الاستهلاكية وعبورا إلى الماء الذي تذرع بائعوه بشح المصادر وقلة الأمطار ومجاراة لأزمة الغلاء الشاملة.. التي لم يردع جشع المستفيدين من التجار تلويح بعقوبات أو وازع من ضمير. هذا وقد ارتفع سعر صهريج المياه العذبة في مدينة حائل خلال الشهر الجاري أكثر من 50في المائة عما كان عليه الحال في نفس الفترة من العام الفائت.. حيث فاق سعر صهريج المياه الصغير 120ريالاً للرد الواحد.. بينما فاق سعر الرد عتبة 700ريال لمن يعيشون في القرى ممن تشتكي قراهم من شح كبير في مصادرها المائية. وقد فاقم نقص تدفق مياه الشبكة العامة بصفة منظمة إلى منازل المواطنين من ارتفاع أسعار المياه.. مما شجع شريحة غير قليلة من المواطنين والوافدين للتدافع للعمل في هذه المهنة التي أصبحت مربحة أكثر من أي وقت مضى. ويرى مطلق الرشيدي مواطن أن شح المياه قد ألقى بظلاله على الكثير من مناحي الحياة اليومية.. حيث بات توفير الماء الصالح للشرب أمراً مكلفا لأمد بعيد.. تحتمه حاجة الناس لهذه المادة الحيوية للعنصر البشري.. مضيفا أن تزايد المخططات الأهلية غير مكتملة الخدمات قد ضاعف من الطلب على مياه الصهاريج.. إذ تنعدم في هذه المخططات شبكة المياه العامة.. وهو ما أجبر الكثير من قاطني تلك الأحياء لاستعمال مياه الشرب العذبة في الغسيل والاستعمالات المنزلية الأخرى.. بما يؤدي إلى هدر مقلق لهذه السعلة الإستراتيجية الشحيحة أصلاً. فيما عقّب حسين علي مواطن على هذه المسألة قائلا رن أزمة شح المياه تزداد أثرها اليوم تلو الآخر.. مشيرا إلى تفاقم الطلب في فصل الصيف عنه في الفصول الأخرى.. ما يحتم الاستعجال في تنفيذ مشروع مياه حائل الشامل.. الذي سيوفر ضخ كميات كافية من المياه الصالحة للشرب والاستعمالات اليومية الأخرى لمدينة حائل ومحافظاتها . بينما أشار دحيم الدحيم إلى أن اعتماد منطقة حائل على الآبار السطحية والجوفية لسد حاجة الأهالي من المياه يرمي بثقل إضافي على أصحاب المزارع التي تتوفر فيها المياه العذبة بكميات شحيحة بالكاد تغطي حاجة تلك القرى من المياه لري محاصيلهم الزراعية ولسقيا السكان.. على نحو أدى إلى هجرة سكان القرى وزحفهم نحو المدن بعد أن جفت آبار المزارع بفعل استنزاف الصهاريح لآلاف الأمتار المكعبة من المياه يوميا لصالح بيعها لسكان المدن.. مما حدا بهم إلى هجر مزارعهم والبحث عن السكنى في المدن.. وهو ما أوجد قرى باتت مدن أشباح لا تتوفر بها أدنى مسببات الحياة عقب أن نضبت المياه من ثراها.. وهجرها ساكنوها. بدورهم أكد أصحاب الصهاريج أن الارتفاع الحاد في سعر المياه له ما يبرره.. مشيرين إلى أن مصادر المياه والآبار القريبة من مدينة حائل قد نضبت مما اجبر أصحاب الصهاريج لقصد مصادر بديلة تبعد عن حائل مسافات بعيدة تكبدهم الكثير من النفقات بما في ذلك وقود الديزل وارتفاع تكاليف أجور الصيانة الدورية..عوضا عن تلف الإطارات من جراء تباعد المسافات مقارنة بالأعوام السابقة. بين حنق المواطن وجشع التاجر وقلة البدائل أمام المسئول يبقى المواطن الحلقة الأضعف والذي ينتظر لوقف نزيف جيوبه اليومية لأكثر من الضمادات الموضعية.