يستعمل الآلاف من الرجال في جميع أنحاء العالم وبنجاح، عقار "بروبيسيا" Propecia لمعالجة الصلع ووضع حد لفقدان شعر الرأس. وهذا العقار يثبط مفعول انزيم ريدكتاز ألفا من فئة 5الذي يحول هرمون الذكورة تستوستيرون الى هرمون أكثر فعالية بخمسة أضعاف وهو الديهيدروتستوستيرون الذي يساهم في تساقط الشعر وتضخم البروستاتا الحميد. والبروبيسيا ما هو إلا عقار "فيستيرايد" أو "بروسكار" ولكن بجرعة مخفضة أي ميليغرام بدلاً من 5ملغ الذي يستعمل عالمياً في معالجة الأعراض البولية الناجمة عن تضخم البروستاتا ويقي من حدوث احتباس بولي وتقدم المرض الذي قد يستدعي الخضوع الى الجراحة. ومن الأعراض الجانبية لهذا العقار "البروسكار"، فقدان الرغبة الجنسية والعجز الجنسي وتخاذل القذف بنسبة 5% الى 7% من تلك الحالات. وبما ان تلك العقاقير تخفض مستوى "الديهيدروتستوستيرون" في الدم وبعض الأنسجة كالخصيتين والبروستاتا فقد قلق بعض الخبراء حول احتمال تأثيرهما على الطاقة التناسلية عند بعض الرجال وتسببها تخاذل الانطاف والعقم. وقد تمت عدة اختبارات دولية حول هذا الموضوع سنحاول في هذه المقالة تلخيص نتائجها لأهميتها بالنسبة الى الشباب والرجال الذين يتابعون تلك المعالجة وهم راغبون في الانجاب. زيادة نمو الشعر في اختبار قام به الدكتور مكليلين وزملاؤه في نيوزيلندا حول منفعة وخطورة استعمال عقار "البروبيسيا" في معالجة الصلع الهرموني المنشأ لدى 1879رجلاً، أظهرت نتائجه ان هذا العقار أدى الى زيادة نمو الشعر بعد حوالي سنة من الاستعمال بنسبة 48% مع استمرار التحسن لمدة سنتين بمعدل 66% مقارنة بحوالي 7% للحبوب الكاذبة أو البلاسيبو مع توقف سقوط الشعر بمعدل 83% للبروبيسيا مقابل 28% للبلاسيبو. ومن الأعراض الجانبية فقدان الرغبة الجنسية والعجز الجنسي وتخاذل القذف بنسبة 3.8% للبروبيسيا و 2.1% للحبوب الكاذبة مع استعادة الطاقة الجنسية الطبيعية والقذف والرغبة عند التوقف عن استعمال هذا العقار. وشدد هذا الفريق الطبي على النساء الحوامل من عدم لمس الرجال الذين يستعملون هذا العقار خوفاً من حصول تشوهات خلقية عند الجنين كالاحليل التحتاني مثلاً. والجدير بالذكر أن بعض الخبراء يحذرون الحوامل من مجامعة الرجال الذين يتناولون تلك العقاقير. وقد تداولت وسائل الاعلام حديثاً خبراً عن حدوث فقدان كامل للحيوانات المنوية عند رجلين استعملا البروبيسيا في دراسة تمت في كندا مع ظهور تلك النطاف مجدداً بعد التوقف من استعمال هذا العقار. ففي محاولات كشف حقيقة تأثيره السلبي الهام على الانطاف أجريت عدة دراسات في الولاياتالمتحدة والبرازيل وايطاليا ابرزها الاختبار الذي قام به الدكتور "اموري" وزملاؤه في جامعة واشنطن في مدينة سياتل الأمريكية على 99رجلاً أصحاء عولجوا بعقار دوتسترايد (أفودارت) المشابه كيماوياً لعقار بروسكار والذي يستعمل أيضاً في معالجة تضخم البروستاتا الحميد أو بعقار "بروسكار" مع تحديد تأثير هذين العقارين على مستوى هرمون الذكورة أي التستوستيرون والديهيدروتستوستيرون في الدم وعلى السائل المنوي وذلك على مدى 26و 52اسبوعاً من المعالجة. وقد أظهرت النتائج انخفاض هام لمعدل الديهيدروتستوستيرون في الدم بنسبة 94% مقابل 73% للحبوب الكاذبة مع ارتفاع عابر لمستوى التستوستيرون. واما بالنسبة الى السائل المنوي فقد انخفض عدد الحيوانات المنوية بعد حوالي 26اسبوعاً من العلاج بنسبة حوالي 30% للعقارين مع تطبعه بعد حوالي 52اسبوعاً من الاستعمال أو بعد التوقف عن استعمالهما لمدة 24اسبوعاً. وقد حصل ايضاً نقص في حجم السائل المنوي وعدد الحيوانات المنوية وحركتها مع استعمال "الأفودارت" لمدة 52اسبوعاً بدون أي تأثير على شكلها مع تطبيع جميع تلك المواصفات بعد التوقف عن استعمال تلك العقاقير. عدد وحركة الحيوانات وفي اختبار قام به الدكتور "غلينا" وزملاؤه في مركز "البرت اينشتاين" في البرازيل اظهرت نتائجه انخفاضاً ملحوظاً في عدد وحركة الحيوانات المنوية عند 3شباب عولجوا بعقار "بروبيسيا" لتساقط الشعر مع تحسن هام في مميزات السائل المنوي بعد التوقف عن استعماله. واستنتجوا ان هذا العلاج قد لا يسبب أي تخاذل في الانطاف عند الرجال الأصحاء الا انه قد يؤثر عليه سلبياً في حال وجود اسباب اخرى للعقم كالدوالي أو السمنة مثلاً. وخلاصة القول ان استعمال عقار "البروبيسيا" لمعالجة الصلع الهرموني قد يسبب انخفاض حجم السائل المنوي وعدد وحركة الحيوانات المنوية بشكل طفيف خصوصاً في حال تواجد عوامل اخرى قد تسبب العقم الذكوري بسبب تثبيطه لهرمون الديهيدروتستوستيرون في الخصيتين المهم لعملية الانطاف، ناهيك ان تلك التغيرات في السائل المنوي تطبع بعد التوقف عن استعماله في معظم الحالات. فمن المستحسن للشباب أو الرجال استعماله تحت اشراف طبي واجراء تحاليل السائل المنوي دورياً والتوقف عنه في حال حدوث اية مشاكل جنسية أو تخاذل في الانطاف.