اعلن الجيش الباكستاني أمس ان القوات الباكستانية قتلت اكثر من الف عنصر من متمردي القاعدة وطالبان بينهم خمسة قادة كبار خلال هجومها منذ شهر قرب الحدود الافغانية. وقال طارق خان المفتش العام لفيلق الجيش المنتشر على الحدود ان 27جنديا ايضا قتلوا في العملية في باجور بالمنطقة القبلية الباكستانية على الحدود مع افغانستان. واضاف للصحافيين الذين نقلوا عبر مروحية لمشاهدة موقع العملية في باجور ان "الحصيلة الاجمالية للقتلى تتجاوز الف ناشط". وقال ان اربعة من القادة الناشطين هم اجانب كما يبدو وعدد اسماءهم: المصري ابو سعيد المصري وابو سليمان (عربي) وقائد اوزبكي يدعى الملا منصور وقائد افغاني يدعى منارس. والخامس هو قائد باكستاني عرف عنه باسمه الاول عبد الله وهو ابن زعيم متشدد يدعى مولوي فقير محمد يتخذ من باجور مقرا له ويقيم علاقات وثيقة مع الرجل الثاني في شبكة القاعدة ايمن الظواهري. من جهة أخرى، هاجم الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري الولاياتالمتحدة بعدما تبادلت القوات الاميركية والباكستانية النيران اثر معلومات عن اطلاق القوات الباكستانية النار على مروحيتين اميركيتين انتهكتا المجال الجوي على الحدود مع افغانستان. وقال الجيش الاميركي ان المروحيتين كانتا ضمن الاجواء الافغانية لتأمين تغطية لدوريات تقوم بملاحقة ناشطين حين تعرضت لاطلاق نار من القوات الباكستانية ما ادى الى تبادل اطلاق النار بين الجانبين. واعلن الجيش الباكستاني ان قواته اطلقت نيران تحذيرية على المروحيتين مصرا على انهما "كانتا تحلقان في الاجواء الباكستانية". وقال زرداري في خطابه امام الجمعية العامة للامم المتحدة ان باكستان لن تتسامح مع الانتهاكات لسيادتها حتى من قبل حلفائها. واضاف "كما اننا لن نسمح للارهابيين بان يستخدموا الاراضي الباكستانية ليشنوا اعتداءات علينا وعلى جيراننا، كذلك لا يمكننا ان نسمح لاصدقائنا بان ينتهكوا ارضنا وسيادتنا". وتابع ان "التحركات الاحادية الجانب للقوى الكبرى يجب الا تؤثر على عمل الحلفاء" محذرا من ان اي غارات عبر الحدود ستأتي بنتائج عكسية. وقال دبلوماسيون ان اللهجة الحادة التي استخدمها زرداري حتى بعد لقاءاته مع الرئيس الاميركي جورج بوش ووزيرة الخارجية كوندوليزا رايس على هامش اعمال الجمعية العامة للامم المتحدة تؤكد مدى التوتر بين الحليفين في "الحرب على الارهاب". وكان زرداري تعهد سابقا بعدم التسامح مع الضربات العسكرية في باكستان من قبل قوات حلف شمال الاطلسي التي تحارب طالبان والقاعدة في افغانستان. ورفضت رايس التعليق على الحادث الحدودي قائلة انها لا تعرف كامل التفاصيل لكنها قالت "ذلك يؤكد ضرورة معالجة هذه المشكلة". واضافت "وسنعمل بشكل وثيق مع حكومة باكستان المنتخبة ديموقراطيا". لكن ناطقا باسم الخارجية الاميركية قال في وقت سابق ان واشنطن تريد تفسيرا من باكستان قائلا ان "عناصر طالبان لا يقودون مروحيات". واضاف "لقد بدأنا اتصالات مع الباكستانيين حول هذا الامر وبالتأكيد نريد تفسيرا".