اتسمت الرحلة التي نظمتها المديرية العامة لمكافحة المخدرات ورافقتهم خلالها "الرياض" باجواء المرح والبهجة بسبب المواقف الطريفة التي سادت جو الحافلة التي نقلت اكثر من اربعين متعافى لأداء مناسك العمرة من المنطقة الشرقيةوالرياض. وأكد المتعافون أنهم يعيشون حياة جديدة بعد أن منّ الله عليهم بالشفاء من داء المخدرات الذي دمر حياتهم وعلاقتهم الاجتماعية بأسرهم وأقاربهم وأصدقائهم. وقال المتعافون من خلال تعليقاتهم أنهم كانوا يخشون كلمة مكافحة المخدرات لدى تعاطيهم تلك السموم وأنهم حالياً يلتقون مديرية مكافحة المخدرات وترحب بهم وتقدم لهم خدماتها وتشد من أزرهم. ورفع المتعافون شكرهم لصاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية ولصاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن عبدالعزيز نائب وزير الداخلية ولصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية ولمدير عام مكافحة المخدرات اللواء عثمان بن ناصر المحرج على الرعاية التي وجدوها بعد تعافيهم وعلى منحهم برامج وأنشطة تقوي من ارادتهم وتمنعهم من العودة إلى المخدرات عن طريق رحلات الحج والعمرة التي تقوم بها الإدارة العامة لمكافحة المخدرات للمتعافين كل عام، كما عبر المتعافون عن شكرهم وتقديرهم لمساعد مدير مكافحة المخدرات للشؤون الوقائية عبدالاله الشريف على جهوده مع المتعافين، وكذلك لرئيس قسم التعافي بالمملكة يوسف اليوسف الذي رافق المتعافين خلال رحلة العمرة. المحرج يلتقي المتعافين وانطلقت الرحلة التي رافقتهم خلالها "الرياض" من الدمام وتوقفت في الرياض بالمديرية العامة لمكافحة المخدرات حيث التقى اكثر من اربعون متعافى باللواء عثمان المحرج الذي شدد خلال اللقاء على وقوف مكافحة المخدرات مع المتعافين لكي يواصلوا برامجهم الوقائية والتعافي بشكل كبير من الداء الذي اضاع سنوات شبابهم، مؤكداً أنه في خدمة كل من يتراجع عن الخطأ. تخوف من الصور وأبدى المتعافون خلال الرحلة خوفهم من الظهور في وسائل الإعلام ولكن بعدما علموا أن "الرياض" هي من ترافقهم تلاشى الخوف وذلك لوثوقهم في طرح "الرياض" المتزن والبعيد عن الإثارة، وبدأ الجميع يتساءل عن موعد النشر. وكانت أولى محطات التوقف عقب مغادرة العاصمة ب(300) كيلو حيث تناول الجميع وجبة الافطار واخذ قسط من الراحة، لتبدأ بعد ذلك كلمات المتعافين في الباص، شرحوا خلالها التحول الكبير الذي حدث بحياتهم بعد خروجهم من ظلمات المخدرات التي جعلتهم في عزلة طويلة عن المجتمع والاكتناف في ظل المروجين واصدقاء التعاطي الذين لا يعرفون عنهم سوى تناول المخدرات وبعد ذلك يذهب كل شخص في حال سبيله. الإحرام في الميقات ولدى وصول الرحلة إلى ميقات قرن المنازل ميقات أهل نجد بدأ الجميع بالاستعداد لأداء مناسك العمرة في جو تسوده الإلفة والمحبة، وقام الممرض المرافق للرحلة صالح الرفاعي بالحديث عن خطوات الاستعداد لأداء مناسك العمرة وفضلها لا سيما في شهر رمضان والادعية التي يسن ذكرها بعد الاحرام حتى وصول مكةالمكرمة لأداء مناسك العمرة في المسجد الحرام. دورية أمنية في الاستقبال والرحلة التي انطلقت ظهراً تأخرت بسبب التوقف المتواصل وذلك لظروف الركاب ولأداء صلاة العصر، اضافة الى الوقوف بالميقات مما جعل الوصول إلى مكةالمكرمة يأتي بعد الساعة الثالثة فجراً، لذلك فضل القائمون على الرحلة ان يتناول الجميع وجبة السحور وبعدما يؤدون مناسك العمرة وصلاة الفجر في المسجد الحرام، ولعل من المواقف التي أثرت في نفوس المتعافين عندما استقبلتهم دورية أمنية لدى دخولهم منطقة الشرائع في مكةالمكرمة، وقال أحدهم "سبحان الله كنا نخاف الدوريات في السابق وحالياً تقوم على تسهيل دخولنا إلى مكة". وبعد وصول البعثة إلى الفندق المعد لإقامتهم (خمس نجوم) تناول الجميع وجبة السحور ثم قام المشرف على البعثة يوسف اليوسف بتوزيع الغرف على أعضاء البعثة وترك لهم حرية موعد أداء مناسك العمرة إلا أن الجميع فضَّل أداءها بعد وجبة السحور وأداء صلاة الفجر رغم التعب والإرهاق بسبب طول وقت الرحلة التي تميزت بالمرح والبهجة بسبب المواقف الطريفة لعدد من المتعافين. وساهم فريد الميمان في إدارة مكافحة المخدرات بمكةالمكرمة بتسهيل مهمة أعضاء البعثة وإرشادهم إلى الطرقات المؤدية إلى الحرم، مطالبهم بأخذ بطاقة الفندق لكي لا يتوهوا بعد خروجهم من الحرم. التجول في الأسواق وحرص المتعافون على التجول في الأسواق المحيطة بالحرم المكي وأخذ الهدايا لذويهم، مؤكدين أنهم نادمون على تقصيرهم خلال السنوات الماضية في حق ذويهم الذين تحملوا أخطاءهم الكبيرة بسبب تناول المخدرات، حيث يقول أحدهم بعد مكالة هاتفية مع زوجته "لقد كنت في السابق لا أتحدث معها ولا مع أبنائي وكان أسلوبي جاف حتى عندما أقوم برحلة برية معهم أجعلهم يجلسون لوحدهم وأنا لوحدي أتناول الخمر، أما الآن فزوجتي وأبنائي يحبونني ويشتقاون لي .. وأسعى جاهداً لتعويضهم الأيام والسنوات الماضية التي ظلمتهم فيها. وبعد صلاة التراويح رافقت (الرياض) المتعافين في جولة بالسوق حيث أكدوا أنهم يجدون راحة نفسية كبيرة لدى قيامهم بأداء مناسك العمرة أو الحج مع متعافين مثلهم، حيث يساعدهم ذلك في تبادل التجارب التي يمرون بها ويستطيعون من خلالها تجاوز العقبات التي تقف في طريقهم وتجرهم إلى العودة مجدداً إلى وحل المخدرات سواء عن طريق التعاطي أو الترويج لها بسبب الظروف المادية التي تمر عليهم، لا سيما أن المخدرات أفقدتهم أموالهم وأعمالهم. رحلة العودة وفي رحلة العودة حرص الجميع على تبادل أرقام الهواتف من أجل التواصل فيما بينهم ومحاولة مساعدة الأصدقاء والأقارب الذين مازالوا يعانون من داء المخدرات. وخلال رحلة العودة تحدث المتعافون عن مشاعرهم التي أكدوا فيها أن تواصل الرحلات مع المتعافين يرفع معنوياتهم لشعورهم بأنهم مع المجتمع الذي يتفهم الظروف التي يمرون بها. ثمان سنوات وقال رئيس قسم التعافي بالمملكة والمشرف على الرحلة يوسف اليوسف أن رحلة العمرة والحج للمتعافين بدأت منذ ثمان سنوات، مشيراً إلى أن الرحلة الأخيرة التي رافقتهم خلالها (الرياض) كانت من أجمل الرحلات، حيث تلاشى الخوف الذي كان يعاني منه المتعافون من كاميرات التصوير. وأضاف أنه تم توزيع المتعافين على مجموعات يكون رئيس كل مجموعة من القدامى بالتعافي من أجل مساعدة المتعافين الجدد وتفهم أوضاعهم التي قد تطرأ عليهم في بعض الأوقات على أن يكون مساعد رئيس المجموعة من المتعافين الجدد. مسابقة وجوائز وأجرى اليوسف خلال الرحلة مسابقة بين المتعافين برعاية (الرياض) وتم توزيع مبالغ مالية على خمس متسابقين.