اجتمع صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية ورئيس وفد المملكة إلى اجتماعات الدورة الثالثة والستين للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك الليلة قبل الماضية مع معالي وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس. وشارك في حضور الاجتماع معالي سفير خادم الحرمين الشريفين لدى الولاياتالمتحدة عادل بن أحمد الجبير والسفير ديفيد ويلش مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية لشؤون الشرق الأدنى. وبحث الجانبان خلال الاجتماع العلاقات الثنائية والقضايا ذات الاهتمام المشترك ضمن أجندة الدورة الحالية لاجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة. كما شارك صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل فجر أمس الثلاثاء بتوقيت الرياض، في الاجتماع التنسيقي لوزراء الخارجية في دول مجلس التعاون الخليجي وذلك على هامش أعمال الدورة الجديدة، الثالثة والستين، للجمعية العامة للأمم المتحدة. وترأس الاجتماع وزير الدولة للشؤون الخارجية في دولة قطر أحمد بن عبدالله آل حمود بصفة قطر الرئيس الحالي لمجلس التعاون. وبعد الاجتماع أدلى الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي الدكتور عبدالرحمن العطية بتصريحات لوسائل الإعلام الخليجية وصف فيها الاجتماع بالشامل لكامل المواضيع التي تهم دول المجلس وبخاصة في مفاوضات التجارة الحرة التي تتم مع الدول والمجموعات الصديقة هذا إلى جانب المسائل السياسية التي سيتم استعراضها مع هذه الدول والمجموعات خلال فترة المناقشات العامة للجمعية العامة للأمم المتحدة التي بدأت أمس وتستمر على مدى الأسبوعين القادمين. الدكتور العطية قال بأن علاقات دول مجلس التعاون مع إيران والملف النووي الإيراني كانت من بين ما بحثه وزراء الخارجية. ورداً على سؤال ل "الرياض" عن ما استجد من تطورات لعقد جلسة خاصة للجمعية العامة للأمم المتحدة لمناقشة ما خرج به مؤتمر مدريد للحوار بين الأديان الذي رعاه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، قال الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي الدكتور عبدالرحمن العطية: "هذا الموضوع أيضاً تم التطرق إليه في الاجتماع وهناك قرار بهذا الشأن من المجلس الوزاري لأصحاب السمو والمعالي وزراء الخارجية إثر اجتماعهم الأخير في جدة. وقد أثرت الموضوع في اجتماعي منذ يومين مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون لحشد التأييد الدولي لعقد هذه الجلسة للجمعية العامة لدعم إعلان مدريد حول الحوار بين الأديان والثقافات". ورداً على سؤال آخر ل "الرياض" عن مدى النجاح الذي تلقاه المساعي العربية لعقد جلسة خاصة لمجلس الأمن لمناقشة مشروع القرار السعودي المطروح على المجلس ب "اللون الأزرق" منذ فترة وهو المشروع المندد بسياسات الاستيطان التي تمارسها (إسرائيل) في الأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة، قال الدكتور عبدالرحمن العطية: "هذا الموضوع تم الاتفاق عليه مع الأممالمتحدة والعمل يجري لعقد هذا الاجتماع الهام لمجلس الأمن خاصة في ظل الممارسات الإسرائيلية التي لا توفر شيئاً لتحقيق الاستقرار والأمن وتنتهك وبشكل يومي من خلال هذه الممارسات حقوق الشعب الفلسطيني. ولكون مسألة الاستيطان مهمة، فقد تم في هذا الاجتماع التنسيقي لوزراء الخارجية ضمن القضايا السياسية التأكيد على هذا التجاوب من الأممالمتحدة ومن مجلس الأمن بشأن عقد جلسة للمجلس حول هذه المسألة وسوف يُعلن عن توقيت عقد الجلسة لاحقاً". وختم الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي الدكتور عبدالرحمن العطية رده على سؤال "الرياض" عن مشروع القرار السعودي المندد بالاستيطان الإسرائيلي، قائلاً: "بودي هنا أن أشيد بدور المملكة العربية السعودية وبصاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية الذي رأس اجتماعات مجلس الجامعة العربية في القاهرة وكان موضوع الاستيطان وبكل وضوح حاضراً في ذلك الاجتماع وتتم عملية المتابعة له باعتباره موضوعاً مهماً لا يمكن السكوت عليه فهو غير قانوني ومناف للشرعية الدولية". من جهة أخرى عقد صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية وأصحاب المعالي وزراء خارجية دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية أعضاء (الترويكا) اجتماعا أمس مع وزراء خارجية مجموعة (ريو) الممثلة لدول أمريكا الجنوبية واللاتينية والكاريبية وذلك بمقر الأممالمتحدة في نيويورك على هامش اجتماع الدورة 63للجمعية العامة. كما اجتمع سموه وأصحاب المعالي وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي بعد ظهر أمس مع (ترويكا) الاتحاد الأوروبي بمقر الاتحاد. وتحدث سمو الأمير سعود الفيصل خلال الاجتماعين عن مؤتمر مدريد العالمي للحوار بين أتباع الديانات والحضارات والتوصيات الصادرة عنه التي ركزت على المشترك الإنساني للقواسم المشتركة التي تنبذ الشر بكل أشكاله وصوره وتدعو إلى الخير وكل ما يجلب المنفعة للإنسانية. وأشار سمو الأمير سعود الفيصل إلى أن توصيات مؤتمر مدريد تستجيب للحاجة الفعلية لما تعانيه الإنسانية من أشكال العنف والتطرف وألوان التعصب والتفكك الأسري وتفشي المخدرات والانحلال الاجتماعي وهي المشكلات التي تسهم في تفاقم الأوضاع المتأزمة في العالم. وأوضح سمو الأمير سعود الفيصل أن مؤتمر مدريد العالمي للحوار بين أتباع الديانات والثقافات وجه نداء إلى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود بالعمل على وضع توصياته موضع التنفيذ على الساحة الدولية معبرا سموه عن تطلعه وأمله في أن تحظى الدعوة بعقد جلسة خاصة للجمعية العامة لبحث توصيات مؤتمر مدريد بدعم كل من جمعية (ريو) ومجموعة (الترويكا) الأوروبية لتوفير الدعم السياسي من قبل الدول والمجموعات السياسية الممثلة في الأممالمتحدة. ومن المقرر أن يعقد صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية سلسلة من الاجتماعات مع المجموعات السياسية والجغرافية الممثلة بالأممالمتحدة ، في إطار تقديم الدعم لتوصيات مؤتمر مدريد للحوار بين أتباع الديانات والثقافات واستجابة لنداء المشاركين في المؤتمر لخادم الحرمين الشريفين بتوفير الدعم السياسي المطلوب لوضع توصيات المؤتمر موضع التنفيذ.