فاصلة : "لا أحد يطلق النار على الأفكار" - حكمة فرنسية - أشعر بضعفنا حينما تسجننا الأفكار النمطية وتقيدنا بقيود واهية، تللك الأفكار التي تشيع بين الناسِ ويرددونها دون أن يعرضوها على "العقلِ" لرفضِها أو قبوِلها. و"الأفكارُ النمطية" ظاهرةٌ إنسانيةٌ موجودة في كلِ المجتمعاتِ لكنها بالطبع نسبية تعمل هذه الأفكار المستهلكة ضد مصلحةِ العقلِ ويفاجئنا أولادنا بقوتها حينما نرفض طلبا ونأتي بمبرر نمطي وحينما يسألون كيف ولماذا لا نجد إجابة !!! لوعرضنا مبررنا على العقل لوجدناه غير منطقي في حياة كل منا تلك الأفكار المسيطرة عليه والتي لو عرضها على العقل لاختار الانعتاق منه . انظروا إلى الطيور التي تخاف خيال الماتة الذي لا يفعل شيئا ، كثير من أفكارنا مثل خيال الماتة تخيفنا لكنها لا تؤذينا لو أخرجناها من حياتنا . لكن لماذا تنتشر هذه الأفكار النمطية في حياتنا لماذ تأسرنا وهي غير صحيحة؟. هناك عدة أسباب الأول منها هو عدم وجود محصولٍ معرفي وعصري. فالمعلومات التي نمتلكها إما قديمة أو محلية والمجتمعات التي لا تهتم بهذا المحصول وزيادته تترك مجالا خصبا لانتشار الأفكار النمطية. وأما السبب الثاني فهو عدم شيوع الحوار الحر وحرية التعبير التي يمكن ان تفند الأفكار وتطردها من حياتنا ،فالأسرة لا تؤسس لثقافة الحوار وتأتي المدرسة بأسلوب التلقين لترسي تلك القواعد. وأما السبب الثالث فهو عدم وجود (عولمة إنسانية) أو حتى تطعيم العولمة الاقتصادية ببعد إنساني ثقافي . والسبب الرابع وهو برأيي مسيطر على بعضنا وهو حالةِ الدفاع عن النفسِ وعدم الشعور بالإنجاز بل إلصاق تهمة عدم الإنجاز بالآخر والإيمان بنظرية المؤامرة. هذه الأسباب تكفي لسجننا ضمن أفكار واهية.