نقلت وسائل الإعلام الإعلامية المرئية والمسموعة والمكتوبة حديثاً بنّاء ساراً حول فعالية عقار أبيراتيرون Abiraterone في معالجة حالات سرطان البروستاتا المنتشر الى العظام أو أعضاء أخرى والمقاوم للعلاج الهرموني التقليدي والذي يصيب الآلاف من الرجال على مستوى العالم وخصوصاً في الولاياتالمتحدة وأوروبا حيث قد يفتك بالعديد منهم مع أعراضه السريرية المنغصة والمؤثرة سلبياً على جودة الحياة. وقد نجح الدكتور دي بونو وفريقه في مركز "رويال ماردسن" في مدينة سوراي في بريطانيا من تحقيق نتائج أولية مشجعة باستعمال هذا العقار في معالجة حالات سرطان البروستاتا المتقدمة والنقيلية حيث انه ساعد على تحسين الأعراض السريرية والأوجاع وخفض نسبة مادة "ب أس أي" وهرمون الذكورة اي التستوستيرون وغيرها من الهرمونات الذكرية والانثوية في الدم عند جميع المرضى الذين عولجوا به وذلك بتثبيطه لانزيم سيتوكروم ب من فئة Cytochrome P (17) 17الذي يقوم بدور اساسي في انتاج الهرمونات الذكرية. وقد استمر مفعول هذا العقار الذي يؤخذ عبر الفم بشكل اقراص لدى 21رجلاً خضعوا لهذا العلاج من 69الى أكثر من 578يوماً. وقد برهن هذا الاختبار ان سرطان البروستاتا النقيلي غير المتجاوب للعلاج الهرموني بالاخصاء او استعمال الهرمونات الموجهة للقند لا يزال تحت تأثير الهرمونات الذكرية وان استعمال هذا المثبط لانتاجها قد يفتح باباً واسعاً لمعالجة العديد من تلك الحالات بنجاح لاسيما أنه أعطى أملاً جديداً في التمكن من حصر هذا السرطان القاتل وتحسين أعراضه المنغصة ووضع حد ولو مؤقتاً لتقدمه وقضائه على المرض. ولكن رغم تلك النتائج الأولية الجيدة فإننا نحتاج الى اثباتها باختبارات اضافية التي تتم حاليا في عدة مراكز طبية أوروبية وامريكية قبل اللجوء الى تلك المعالجة الواعدة والتي لن تتوفر على نطاق وساع قبل سنتين الى 3سنوات تقريباً. ومن الأعراض الجانبية التي حصلت عند بعض المرضى ارتفاع الضغط الدموي وتدني مستوى البوتاسيوم في الدم والوذمة في الأرجل.