عاش فرانك غاردنر مراسل هيئة الاذاعة البريطانية «بي. بي. سي» المختص بتغطية الحرب على الارهاب تجربة قاسية عندما واجه الموت في الكمين الذي نصبته له ولزميله المصور الصحفي سيمون كومبرز عناصر من الفئة الضالة في السعودية. ووصف غاردنر كيف انه نظر الى المسلح الذي كان يقف فوقه ورأى كراهية عمقية تنبعث من عينيه. وأجرى غاردنر البالغ من العمر اثنين وأربعين عاما الآن أول مقابلة كاملة معه منذ الهجوم الذي تعرض له وزميله في حي السويدي بالرياض في يونيو الماضي اثناء قيامهما بتصوير منزل يؤوي عناصر مشتبه بها من الخارج. وحاول كومبرز «36» عاما الفرار ولكنه قتل رميا بالرصاص غير أن غاردنر نجا بحياته بالرغم من اصابته عن قرب بست رصاصات، وبعد شهور من العلاج سمح له بالعودة الى دياره من مستشفى متخصص في علاج اصابات العمود الفقري لقضاء عطلة الميلاد مع أسرته. وقال غاردنر رنه بالرغم من انه لم يشاهد سيمون وهو يحاول الهرب الا انه يتذكر كل جزئية في ذلك الاعتداء الذي كان واضحا تماما بالنسبة له مثل حادث اصطدام سيارة مضيفا ان الاعتداء ربما لم يستغرق أكثر من عشر دقائق ويحتمل ان يكون قد استغرق خمس دقائق فقط ولكنه كرر بانه يتذكر كل شاردة وواردة فيه. ومضى غاردنر قائلا «نظرت إلى وجه المسلح الذي اطلق النار علي ورأيت كراهية لا حدود لها ترتسم عليه وحاولت أن استعطفه بكلمات عربية غير أنني لم أستطع، بالنسبة لهم كنت كافرا أتى يسعى إلى حتفه بظلفه وقد واتتهم الفرصة لاعدام غربي». وقال غاردنر انه يشعر لحظتها برعب فظيع حيث ان المعتدين انعدمت من قلوبهم الرحمة وانهم كانوا يحملون نفس أفكار جماعة أبومصعب الزرقاوي في العراق وانهم يمثلون أقلية كرست حياتها للعنف في محاولة لاشاعة الفوضى والدمار. وأضاف غاردنر أن أولئك المسلحين كانوا يتوقون الى اراقة الدماء كما كانوا يرغبون في اذاعة بيان بعد قتله وزميله المصور واعتقدوا انه قد مات بينما في الحقيقة يصارع الموت. وقال غاردنر متذكرا انه سمع المعتدين يتحدثون بالعربية في الوقت الذي كانوا قد قرروا مايفعلونه به وبعدها أطلقوا ثلاث رصاصات عليه وانهم لم يذكروا اسمه ورغم انهم بحثوا في جيوبه الا انهم لم يبحثوا عن هويته. ومضى غاردنر قائلا إنه يعتقد ان شخصا ما كان يرصدهم من نافذة خلال قيامهم بالتصوير وانه ابلغ المسلحين بوجودنا عبر الهاتف وطلب منهم الاسراع للحاق بنا وبالفعل قام المسلحون بمحاصرتهما بسيارتين وأخذوهما على حين غرة. وقال غاردنر إن تلك كانت تجربة مرعبة للغاية عندما وجد نفسه ملقى على الأرض ومصابا بخمس طلقات ولكنه تمكن من المحافظة على وعيه وأخذ يستغيث طلبا للمساعدة بعد ان اكتشف بأن ساقيه لا تقويان على الحركة لأن بعض الرصاصات اصابت اعصابه الفقرية. وأوضح غاردنر أن بعض المارة تجمهروا حوله وبعد برهة قليلة من الزمن حضرت الشرطة وحملوه إلى مستشفى كبير وممتاز حيث خضع لعملية بعد اعطائه مسكنا للآلام التي كان يصرخ منها. وقال غاردنر إنه تمكن من الاتصال بالسفارة البريطانية والتي سارعت مع السلطات السعودية بتجهيز نوع من وحدة انقاذ طبي له عبر ارسال فريق عالي التأهيل من الاخصائيين من مستشفى الملك فيصل التخصصي لانقاذ حياته حيث عاد إلى بريطانيا بعد ثلاثة اسابيع من ذلك ويتماثل الآن للشفاء على نحو جديد للغاية حيث يشعر بتحسن كبير في ساقيه ويأمل الأطباء في شفائه بشكل تام قريبا. وقال غاردنر انه لحسن الطالع لم تأت الاصابات في دماغه أو رأسه وانماء جاءت بعيدا عنها، مضيفا بانه تلقى العديد من الرسائل المشجعة والمتعاطفة معه مما ساعده كثيرا على التماثل للشفاء وأنه يأمل في العودة قريبا لممارسة عمله.