يسكت العالم بكامله قريبه وبعيده عن المجازر الحقيقية التي يتعرض لها الشعب الأفغاني هذه المرة ليس فقط من القوة المعادية بل من القوات التي كان من المفترض انها تحرر الشعب الأفغاني وتعطيه الأمل والحياة من جديد. إن قوات التحالف بطائراتها التي تقصف المدن والقرى وتقتل الأطفال والشيوخ وتهدم بيوتهم الطينية على رؤوسهم أصبحت ظاهرة للعيان وعلى كل جانب من التراث الأفغاني، حيث لم يسبق ان حدث انتهاك للأسرة الأفغانية والمرأة الأفغانية إلا في هذه المرحلة من التاريخ الأفغاني، وانه لم يزد إنتاج أفغانستان من المواد المخدرة والمخدرات إلا في هذه المرحلة، طبعاً هذه المرحلة التي أكملت مراحل سابقة من الاستهتار بالدم الأفغاني. ان المراقب ليعرف أن المشروع الأفغاني ليس مشروعاً أمنياً فقط يتم فيه قصف الأبرياء من النساء والشيوخ والأطفال، وإنما يجب أن يكون مشروع بناء اقتصادي وحضاري للبنية التحتية على الأراضي الأفغانية، ومن الواضح أن المشروع الغربي قائم على ركيزة أساسية هي عدم النية في إعادة البناء أو إعطاء الشعب الأفغاني الأمل بمستقبل أفضل، فكل ما يجري في أفغانستان ما هو إلا ممارسة للقتل الواضح. ان أفغانستان بحاجة ماسة للخبرة الغربية في البناء الاقتصادي والسياسي والاجتماعي وليس الخبرة الغربية في القتل والقصف واستخدام العنف، فالأفغان لديهم ما يكفيهم من ذلك. ان أي تحرك غربي في أفغانستان لا يلبي الجوانب الاقتصادية والحضارية فيها هو إعلان عن فشل وخداع كبير يقوم به الغرب تجاه الشعب الأفغاني وتجاه العالم الإسلامي، بل وحتى تجاه الدول المحيطة بأفغانستان.