يوهم الغرب العالم أن مشروعه في أفغانستان هو مشروع يهدف لبناء دولة مدمرة ويسعى لتطويرها وتنمية مواردها، إلا انه بعد سنوات طويلة من التوتر والحرب والصراع يكتشف العالم أن الغرب ليس بصدد أي مشروع بنائي في أفغانستان وإنما هو بهدف نقل معركة العنف السياسي من أوروبا والولايات المتحدةالأمريكية إلى جبال ووديان ومدن وقرى أفغانستان. حيث إن المراقب السياسي والاقتصادي والعسكري للسلوك الغربي في أفغانستان يستطيع أن يحكم على السياسة الغربية في أفغانستان على انها سياسة استراتيجية عسكرية لنقل العنف وتركيزه في أفغانستان من أجل محاصرته هناك ومحاولة الحد منه إذا لم يتم القضاء عليه. إن المساعدات التي وعدت بها الدول هي مساعدات دائماً ما تكون متأخرة ومؤجلة وكل ما قُدم منها ذهب لصالح الشركات الغربية وفروعها عبر الدراسات والاستشارات الفنية، ولم يصل منها إلى الحياة الأفغانية شيء يذكر. لقد ذهبت المساعدات المقدمة رغم ضآلتها إلى حساب الشركات الغربيةوالأمريكية دون أن يكون هناك ما يستفيد منه الفرد الأفغاني. ومن جانب آخر يرى المراقب أن السلوك العسكري الغربي في أفغانستان منصب على القتل والتدمير للقرى والمدن وممارسة الإذلال للفرد الأفغاني دون أن يكون هناك برامج لاستيعاب الفرد الأفغاني وجعله جزءاً من المشروع في بناء أفغانستان، بل الواضح أن القوات الغربية لا تثق بالإنسان الأفغاني في الأصل. لقد اتضحت الرؤية بأن الغرب لا يحمل أي مشروع تنموي لأفغانستان، وكل ما يحمله هو المزيد من الموت والخراب؛ حيث يهدف المشروع الغربي إلى تجميع القوى التي تناهض الغرب وتكن العداء له على أرض أفغانستان، من أجل منازلتها على أرض ومصالح وأمن الشعب الأفغاني الذي عانى الكثير، وليس هناك أي نية لبناء أفغانستان في المستقبل. لقد أصبح مما لاشك فيه ان الهدف الاستراتيجي الغربي هو نقل معركة العنف السياسي من الأراضي الأوروبية والأمريكية إلى أرض أفغانستان، وهذا ما يزيد بؤس وحرمان وضائقة الشعب الأفغاني وضياع مستقبله.