دان رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود أولمرت لدى افتتاحه جلسة حكومته أمس اعتداءات المستوطنين على مواطنين فلسطينيين اول من أمس وتوعدهم بالعقاب. وقال أولمرت إنه "في دولة إسرائيل لن نسمح بتنفيذ اعتداءات ضد سكان غير يهود" وأن "ظاهرة أخذ زمام القانون وأعمال الشغب العنيفة والوحشية هي ظاهرة لا يمكن تحملها وسيتم معالجتها من قبل الجهات القانونية". وكان عشرات من قطعان المستعمرين اليهود شنوا اول من أمس هجمات ضد المواطنين الفلسطينيين في بلدة عصيرة القبلية، تخللها إطلاق نار وتدمير أملاك المواطنين الفلسطينيين وذلك بدعوى أن فلسطينيا طعن فتى يهودياً وأصيب في اعتداءات المستوطنين ثمانية فلسطينيين على الأقل بجروح متوسطة. ووصف أولمرت طعن الفتى بأنه "محاولة لتنفيذ اعتداء". وقال "في شمال السامرة (في الضفة الغربية) وقع اعتداء في مستوطنة يتسهار وأصيب فتى صغير وهذا أمر خطير وقاس وقوات الأمن تعالج هذا الأمر وسيصلون إلى الضالعين في هذا الاعتداء وسيفعلون ما ينبغي القيام به مثلما يفعلون كل يوم. وأضاف أولمرت "ترافق مع ذلك رد فعل وهجوم من جانب المستوطنين من (يتسهار) على سكان فلسطينيين واستخدام للسلاح، ولا يوجد أي سبب أو معلومات تفيد بأن هؤلاء السكان مرتبطون أو ضالعون بالحدث، وظاهرة أخذ زمام القانون وأعمال الشغب العنيفة والوحشية هي ظاهرة لا يمكن تحملها وسيتم معالجتها من قبل الجهات القانونية". وقال "لدينا جهات تطبق القانون وهناك جيش وأجهزة أمنية ولن نسمح بعنف كهذا وباعتداءات وحشية ضد السكان، كما أن العنف ليس موجها ضد من يشتبه بممارسة (الإرهاب) وإنما ضد ضباط الجيش الإسرائيلي وجنوده، وانظروا إلى قائد السرية الذي أصيب بجروح بيده (جراء اعتداء مستوطنين عليه) وأنا أدعو الجهات المكلفة بتطبيق القانون إلى العمل ووقف هذه الظاهرة الخطيرة". وقال وزير الحرب الإسرائيلي ايهود باراك خلال اجتماع وزراء حزب العمل الذي سبق اجتماع الحكومة إن "جهاز الأمن سيعمل بحزم من أجل ضبط القانون والنظام العام في الضفة الغربية، لكن كل هذا يتطلب تعاونا من جانب الشرطة والجهات القضائية. وأفادت صحيفة (هآرتس) امس بأن مصادر أمنية رفيعة المستوى أعربت عن قلقها من تصاعد حدة عنف المستوطنين في الآونة الأخيرة ضد قوات الجيش الإسرائيلي والمواطنين الفلسطينيين. وشددت المصادر الأمنية على أن المحاكم الإسرائيلية تمنع فرض عقوبات فعالة وتبدي تسامحا تجاه مخالفي القانون من اليمين. وقال اولمرت "لن يكون هناك +بوغروم+ ضد غير اليهود"، مستخدما بذلك عبارة تطلق على حملات الاضطهاد التي كانت تستهدف اليهود في روسيا القيصرية. واضاف اولمرت ان "ظاهرة تولي انزال العدالة والقيام بتعديات عنيفة امر غير مقبول وسيعالجه القائمون على القانون باقصى درجة من الصرامة".