قال وزير المالية السوداني الدكتور عوض أحمد الجاز والذي يزور المملكة على رأس وفد وزاري رفيع المستوى أن هذه الزيارة أتت بتوجيهات من القيادة السودانية بعد المحادثات التي جرت بين خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وفخامة الرئيس السوداني حسن البشير حول رفع مستوى التبادل التجاري بين البلدين الشقيقين، وأكد أن المشاكل المتعددة التي وقفت عقبة أمام رجال الأعمال السعوديين طوال السنوات الماضية في تنفيذ استثماراتهم في طريقها للانتهاء بعد تأسيس هيئة عليا للاستثمار تحت إشراف وقيادة مباشرة من الرئيس السوداني عمر البشير وذلك لدفع عجلة التعاون الاقتصادي بين البلدين خاصة بعد حل الكثير من المشاكل السياسية التي كانت تعترض مسيرة السودان التنموية. وأوضح الدكتور الجاز بأن الوفد الوزاري والذي يضم إلى جانبه وزير الزراعة والغابات الدكتور الزبير بشير طه والسيد السميح الصديق النور وزير الدولة للتجارة الخارجية وجيمس كوك وزير التجارة الخارجية والدكتور عبدالحليم متعافي والي الخرطوم والدكتور صابر الحسن محافظ بنك السوادن المركزي وسفير السودان لدى المملكة عبدالحافظ ابراهيم بالاضافة لعدد من القيادات العليا ووكلاء عدد من الوزارات ورجال الأعمال يمثل أعلى القيادات الاقتصادية في السودان حيث أكدت القيادة في البلدين على أهمية تطوير التبادل الاقتصادي، حيث إجتمع الوفد السوداني خلال هذه الزيارة بوزراء المالية، الاقتصاد، التجارة، الزراعة وذلك لرغبة مشتركة بين الطرفين تتمثل في رغبة السودان باستقطاب الاستثمارات الخارجية وخاصة من المملكة، وكذلك سعي المملكة لايجاد بدائل اقتصادية متعددة في شتى المجالات وخاصة في الجال الغذائي. وأكد الجاز خلال اللقاء الذي أعد في الغرفة التجارية الصناعية بالرياض بحضور حمد بن صالح الحميدان نائب الأمين العام وعدد من رجال المال والأعمال السعوديين أن التوجه السياسي القادم في السودان يحمل إرادة قوية لتذليل كافة الصعوبات التي رفعها الوزراء السعوديون ورجال الأعمال خلال عدد من الزيارات السابقة، وذكر أن جملة من الشكاوي والعراقيل التي واجهت الاستثمارات السعودية في السودان وخاصة في ما يتعلق بالضرائب والموانئ ووسائل النقل والمركزية في طريقها للحل للراغبين بالاستثمار في السودان وذلك بعد جملة من القرارات التي أصدرها المجلس الأعلى للاستثمار والذي يرأسه الرئيس السوداني البشير. كما أوضح أن الغرض من زيارة هذا الوفد هو عرض العديد من الفرص الاستثمارية على رجال الأعمال السعوديين والشركات في السودان حيث شرعت عدد من الدول الخليجية في تنفيذ مشروعاتها في الأراضي السودانية وأن التركيز في المرحلة الحالية على السعودية لما تحمله من ثقل في كافة الأصعدة على مستوى المنطقة وللتقارب الجغرافي بين البلدين وسهولة تنفيذ الاستثمارات، وهو ما يتوافق مع الرغبة السودانية في إنشاء بنية تحتية قوية وفتح مدارك جديدة للشراكة الاستراتيجية في اقتصاد البلدين. ومن جهته رحب حمد الحميدان بالوفد السوداني الزائر، مؤكدا على أهمية اللقاء في ظل حرص قيادة البلدين على تعزيز آفاق التكامل المشترك. وتحدث الحميدان عن عدد المشاريع السعودية القائمة في السودان وعددها 341مشروعا منها 120مشروعا خدميا و 107مشاريع صناعية و 22مشروعا زراعيا بتمويل يتجاوز الأربعة مليارات وثلاثمائة مليون دولار أمريكي، فيما حقق حجم التبادل بين البلدين نموا جيدا حيث بلغت صادرات السودان للمملكة 78مليون دولار في حين بلغت صادرت المملكة للسودان 501مليون دولار أمريكي. كما أوضح الحميدان أن السودان في المرحلة الحالية تعتبر قبلة هامة للانتاج الغذائي والمستثمرون السعوديون يتابعون باهتمام ما يجري في السودان من فرص استثمارية كبيرة بدأت تتدفق وأن المجال بات واسعا لتوسيع نطاق الشراكة الاستراتيجية لاسيما وأن العوامل الطبيعية مهيأة في السودان.