امسكت مقبض ذلك الباب ودخلت الى غرفتها مسرعة بإتجاه سريرها لتهوي بين احضانه بعد ان اغشى نور غرفتها ظلام حالك.. لم يكن هذا هو موعد نومها بل هو موعد الهروب من الواقع لتقابل الأمل بين تهاتف الأفكار في عالم مكتظ بالخيال. تنهض مسرعة تتحسس أعضاء جسمها وهي تحدث نفسها بصوت خافت: - هل انا من البشر؟ أم اني تلك اللعنة الشيطانية التي جاءت لهذا العالم كي تركن في احدى زواياه تحتل اسم الخطيئة؟!. دموع ونشيج عويل ودعاء آخر بالثبور.. ما زالت تلطم خديها وتسأل: - من أنا ومن هي؟ وكيف سأصل الى حقيقتي؟ هل اسكنها ام تسكنني؟ وأين سأجد السبيل لأعي لأي الاثنتين أنتمي؟!. وبعد وهيج عاصفة ثائرة.. تركن بين ضفاف السكون وهي تعزي نفسها قائلة: - لابد انني هي فكم عززتها بتلك الثقة وكم تفننت اقدامها قبل دعمي لها بتألق ذاك الحضور.. دعيني ارحل فإني لن استسلم لك كي تسكني بداخلي بعد ان اغراك غرورك بالظهور.. لا لن تبقي معي فما زالت روحي مشحونة بسموم ذلك الموقف الذي كنت جل ابطاله لتمثلي به دور القاتل والمقتول. بدأت تسلم افكارها بسكون هادئ وتميل الى الوراء كي تسند رأسها وهي تدير نظرها باحثة عن منارة. تائهة بين افكارها وهي تردد حروف لا يعيها عقلها الملوث بوحل التناقض. - لم لا أكون انا القاتلة؟! ولم لا تكون هي مجرد اداة تخضع تحت تلك السيطرة العدوانية التي تحتل روحي؟!. اخذت تشد شعرها بكل اتجاه وهي تصرخ وترفع بقدميها ذلك الغطاء لترمي به أرضاً. وتنهض متجهة الى مفتاح النور وحين ايقنت انها ترى ما حولها. اخذت طريقها الى المرآة مسرعة. ثم بدأت تنظر الى تفاصيل وجهها وهي تردد بضع كلمات قائلة: - "الحمد لله فما تلك سوى وساوس جامحة ومازالت ملامحي تحتفظ بجزء من براءتها".