وقعت فعاليات طرابلس في ساعة متأخرة من مساء أمس الاثنين "وثيقة طرابلس للمصالحة" وتنص على "عدم اللجوء الى العنف" مجددا وتحدد آلية لتطبيع الوضع بعد اشتباكات بين احياء علوية واخرى سنية باكثرية سكانها اوقعت منذ ايار - مايو الماضي 23قتيلا على الاقل. وتلى رئيس الحكومة فؤاد السنيورة نص الوثيقة التي حضرت توقيعها الفعاليات السياسية والدينية والامنية وزعيم تيار المستقبل سعد الحريري ونواب المدينة ونائبين سابقين عن المقعد العلوي هما علي عيد رئيس الحزب العربي الديموقراطي واحمد حبوس. وجرت عملية التوقيع في منزل مفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعار. تضمنت الوثيقة ستة بنود نصت على "الاتفاق على تثبيت السلم الاهلي وعدم اللجوء الى العنف وعلى مصالحة جميع القوى برعاية الدولة". كما نصت على ان تعلن قيادة الجيش في المنطقة "جدولا زمنيا لعودة النازحين وتامين امنهم وعلى تامين منازل مؤقتة بديلة لمن تتعذر عودتهم بسبب عدم صلاحية منازلهم وعلى تسريع عملية تحديد الاضرار للتعويض عنها تعويضا كاملا". واشار السنيورة في كلمة القاها قبل تلاوة الوثيقة الى ان رئيس الجمهورية ميشال سليمان "يتابع ويرعى ويتمنى لهذا الحدث النجاح" باعتباره "محطة أساسية على طريق عودة الوئام وتثبيت الأمن وسلطة الدولة". واكد السنيورة ان المصالحة التي انجزت "لا تعني إلغاء الاختلافات السياسية بل تعني ترسيخا لجملة مبادىء". من ابرز هذه المبادئ "أن طرابلس واحدة بأهلها وبنيها وعائلاتها الروحية والسياسية وان الدولة هي المرجعية وهي الضامن والحامي للجميع وان طرابلس ينبغي أن تكون مدينة منزوعة السلاح". وقال رئيس الحكومة "ليس مسموحا ان يتحول الخلاف السياسي الى اقتتال بين أبناء البلد الواحد والمدينة الواحدة" مشددا على ان الوثيقة "هي بمثابة عهد ملزم لكل الأطراف، نلتزم بها بالتوافق والرضى". واضاف "الدولة ستقوم بدورها كاملا في ضبط الامن والمحافظة على سلامة المواطنين" مشددا على "ان امن طرابلس هو من أمن لبنان ولا يمكن المساومة عليه أو التنازل عنه قيد أنملة" ومتعهدا معالجة "الغبن والإهمال التاريخي للمدينة ومحيطها". من ناحيته، شكر الحريري في كلمة "كل من ساهم في الوصول الى هذا الاتفاق" مشددا على "ان الدولة والرئيس فؤاد السنيورة سيقوم بكل الجهود والمساعي، لتأمين كل ما تحتاجه المناطق المنكوبة في باب التبانة وجبل محسن". واعرب الحريري عن استعداده الى جانب فعاليات المدينة للمساهمة في اعادة الاعمار وتنشيط الاقتصاد مؤكدا "السعي لتامين مساهمة دول عربية صديقة وخاصة المملكة العربية السعودية ودول الخليج ومصر وكل اصدقاء لبنان". وكان الحريري قد انتقل السبت الى طرابلس ليمضي ثلاثة ايام عقد خلالها لقاءات شملت خصومه السياسيين ابرزها مع علي عيد رئيس الحزب العربي الديموقراطي اكبر ممثلي الطائفة العلوية اضافة الى شخصيات المدينة وفي مقدمهم رئيس الحكومة الاسبق عمر كرامي، مركزا على الاعتدال ودور الدولة في حفظ المدينة. ورحبت ابرز القوى الشيعية بالمصالحة كما رحب بها حليفها النائب ميشال عون رئيس التيار الوطني الحر.