@@ لن أحدد قطاعات بعينها.. @@ ولكنني استطيع ان أقول.. انها قطاعات هامة.. وحساسة.. @@ تنتشر فيها الرشوة.. @@ وتنتهك الانظمة والتعليمات.. وتغيب المساواة والعدالة بين الناس.. @@ حيث يحقق (الراشون) بغيتهم.. على حساب سواهم.. لمجرد ان هؤلاء دفعوا (المقسوم)، والآخرون عجزوا عن تسوية أمورهم.. إما لأنهم رفضوا هذا النوع من الابتزاز.. واما لأنهم لايعرفون كيف يصلون إلى مرادهم.. عبر دهاليز السماسرة والوسطاء.. (!) @@ والغريب العجيب ان الناس يتحدثون كثيراً عن استشراء الوضع.. وتفاقمه.. ولكنهم لاينكرونه.. ان هم لم يشاركوا فيه.. او يشجعوا اصحابه على التمادي فيه.. ليس فقط بالتستر عليهم.. وإنما بالتعامل المتكرر معهم أيضاً.. والانتفاع من ورائهم، وان جاء ذلك على حساب المسؤولية المنتهكة.. وضد كل المبادئ والقيم والأعراف.. @@ وإذا كانت الحال قد بلغت بنا هذا المبلغ.. @@ وإذا كان الكثير من الأمور يسوى بمثل هذه الصورة الملتوية.. @@ فإن علينا ان نتساءل عن الأسباب الحقيقية التي دفعت هؤلاء الموظفين ليس (فقط) في أجهزة الدولة وإنما كذلك في بعض المؤسسات وقطاعات الأعمال الخاصة إلى هذا السلوك الشائن؟! @@ فقد تكون الأجور من الضعف بدرجة لاتتوازى مع طبيعة الوظيفة.. ولا مع الحاجات الأساسية لهذا الموظف المرتشي.. @@ وقد تكون الأنظمة والقوانين والتعليمات من التعقيد.. والمبالغة.. والتشديد.. بحيث لايجد هؤلاء سبيلا للتغلب عليها وتطويعها لصالحهم إلا بشراء ذمم هؤلاء الموظفين، كبرت مراتبهم او صغرت.. (!!) @@ وقد يرجع ذلك إلى قصور في التربية ونقص في الوازع الديني والأخلاقي لدى من يرشون أو يرتشون.. وفي هذه الحالة فإن علينا أن نستشعر خطراً كبيراً في بنيتنا الثقافية.. وبالتالي فإن علينا ان نعيد النظر في مكوناتها وعناصر تشكلها وما طرأ عليها من مستجدات انحرفت بها إلى هذا الدرك الوضيع.. @ وقد تكون كل هذه الأسباب مجتمعة.. وراء استشراء هذا السلوك.. @@ وفي هذه الحالة فإن علينا ان نستنفر كل قوانا لتدارك نتائجه المدمرة لمجتمعنا.. وبلدنا.. ومستقبلنا.. @@ واذا كان صحيحاً ان هذا الداء الخبيث قد استشرى في أجهزة حساسة ومهمة ما كان يمكن للإنسان ان يتخيل تعرضها له.. فكيف لانتوقع ان تصبح جزءاً من سلوك إداري عام.. بحيث تصعب مكافحته والتغلب عليه.. @@ وفي هذه الحالة فإن اقتلاع جذوره يصبح أمرا صعباً.. والتغلب عليه يصير مستحيلاً ايضاً.. ولايصبح هناك مجال لإصلاح الحال الا بالتعرض لهزه قوية.. ومزلزلة تفتح عيوننا على حقيقة الخطر الذي يحدق بنا.. وتلك مرحلة لانتمناها.. ولايجب ان نسمح بتعريض حياتنا لها.. @@ وبهذه المناسبة فإن علينا ان نسأل: اين هي أجهزة الرقابة ومكافحة الفساد الإداري..؟! وكيف يمكن تفعيل جهود الهيئات الجديدة التي أقرت في الآونة الأخيرة لمواجهة هذا الخطر الماحق؟! وهل يمكن لنا ان نرى ونسمع عن أول ضحية (مرموقة) تسقط بفعل الرشوة.. حتى تعم الصدمة أوساط جميع الأجهزة والدوائر والقطاعات التي عاثت فيها وأصبحت سمة طاغية على أعمالها؟! @@ لوحدت هذا.. لما أصبح في البلد مرتش واحد.. @@ ولعشنا حياتنا مرتاحي البال.. ومطمئنين إلى المستقبل الخالي من دناءات الأشرار. ضمير مستتر: من لا ضمير له.. فلا أمانة ترجى منه