في مدينة بريدة لم تعد ثمرة النخيل كسابق عهدها تسقط من النخلة إلى بطون البشر المتضور جوعاً حول جذعها، فالمعادلة السابقة لم تعد كافية لمواكبة الكميات الكبيرة التي تنتجها مدينة بريدة بمزارعها الريفية المليئة بالعفوية والصدق والأمانة و( التمور) . أعداد هائلة من الثمرة الطيبة تضيق بها ذرعاً وسائل النقل كل مساء وتتوافد بها إلى البقعة المثيرة اقتصاديا في هذا الوقت (سوق بريدة الدولي للتمور) ليبدأ السوق مع زقزقة العصافير أو قبل أن تفيق .! شاءت القدرة الإلهية أن تجتمع صنوف من البشر في وقت مبكر في مكان معين لتدوير مبالغ مالية كبيرة جداً قدرها المسئولين في السوق بما يقارب الملياري ريال سعودي في فترة زمنية محددة ولمدة تقل عن ال 60يوماً تقريباً .! أعتقد أن هذا الرقم يعطي مؤشرا واضحا على القوة الاقتصادية التي تدفعها النخلة لأهالي مدينة بريدة والمنطقة بصفة عامة وعلى مستوى الاقتصاد بشكل عام وبات من المهم جداً الاهتمام بهذه المناسبة التي تعد الأهم على مدار العام وهذا ما استشعرته وقدمته أمانة منطقة القصيم في إحداث مهرجان سنوي للتمور يساهم في تسويق المنتج بشكل أقوى وبرقعة جغرافية أوسع للرفع من جدواه الاقتصادية مع المحافظة على مستوى معين من الجودة وفحوصات صحية مخبرية طول أيام السوق باهتمام ومتابعة من صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز أمير منطقة القصيم وسمو نائبه صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز. وما مشروع مدينة التمور الذي ستحتضن السوق الدولي بتجهيزات احترافية مدروسة من عدد من المختصين بهذا المجال إلا خدمة كبرى قدمتها الأمانة لهذه التظاهرة الاقتصادية العالمية بتكلفة وصلت إلى 52مليون ريال . ليس غريباً أن يكون هذا السوق الدولي هدفاً لكبار تجار التمور في الشرق الأوسط فتعدد البدائل واعتدال الأسعار وبساطة العرض والطلب والكميات العملاقة المتوفرة يومياً تعتبر مغريات كبيرة للمستثمر لاسيما مع وجود فرصة لحفظ التمور بطريقة التبريد مجاناً ولمدة أسبوع مقدمة من الجمعية التعاونية بالبطين إحدى الجهات المساهمة في هذه التظاهرة الاقتصادية . عندما يقود الدولار الأمريكي الاقتصاد العالمي ويكون محل اهتمام الساسة والاقتصاديين فإن النخلة وثمرتها هي الدولار الصحراوي الذي يقود اهتمام الجميع في هذا الزمن بالتحديد .