..!! في مدينة بريدة لم تعد ثمرة النخيل كسابق عهدها تسقط من النخلة إلى بطون البشر المتضور جوعاً حول جذعها ، فالمعادلة السابقة لم تعد كافية لمواكبة الكميات الكبيرة التي تنتجها مدينة بريدة بمزارعها الريفية المليئة بالعفوية و الصدق و الأمانة و ( التمور ) . أعداد هائلة من الثمرة الطيبة تضيق بها ذرعاً وسائل النقل كل مساء و تتوافد بها إلى البقعة المثيرة اقتصاديا في هذا الوقت (سوق بريدة الدولي للتمور ) ليبدأ السوق مع زقزقة العصافير أو قبل أن تفيق .! شاءت القدرة الإلهية أن تجتمع صنوف من البشر في وقت مبكر في مكان معين لتدوير مبالغ مالية كبيرة جداً قدرها المسئولين في السوق بما يقارب المليارين ريال سعودي في فترة زمنية محدده و لمدة تقل عن ال 60 يوماً تقريباً .! أعتقد أن هذا الرقم يعطي مؤشر واضح على القوة الاقتصادية التي تدفعها النخلة لأهالي مدينة بريدة و المنطقة بصفة عامة و على مستوى الاقتصاد بشكل عام و بات من المهم جداً الاهتمام بهذه المناسبة التي تعد الأهم على مدار العام و هذا ما استشعرته و قدمته أمانة منطقة القصيم في إحداث مهرجان سنوي للتمور يساهم في تسويق المنتج بشكل أقوى و برقعة جغرافية أوسع للرفع من جدواه الاقتصادية مع المحافظة على مستوى معين من الجودة و فحوصات صحية مخبرية طول أيام السوق باهتمام و متابعة من صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز أمير منطقة القصيم و سمو نائبه صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز ، و ما مشروع مدينة التمور الذي ستحتضن السوق الدولي بتجهيزات احترافية مدروسة من عدد من المختصين بهذا المجال إلا خدمة كبرى قدمتها الأمانة لهذه التظاهرة الاقتصادية العالمية بتكلفة وصلت إلى 52 مليون ريال . ليس غريباً أن يكون هذا السوق الدولي هدفاً لكبار تجار التمور في الشرق الأوسط فتعدد البدائل و اعتدال الأسعار و بساطة العرض و الطلب و الكميات العملاقة المتوفرة يومياً تعتبر مغريات كبيرة للمستثمر لاسيما مع وجود فرصة لحفظ التمور بطريقة التبريد مجاناً و لمدة أسبوع مقدمة من الجمعية التعاونية بالبطين إحدى الجهات المساهمة في هذه التظاهرة الاقتصادية . عندما يقود الدولار الأمريكي الاقتصاد العالمي و يكون محل اهتمام الساسة و الاقتصاديين فإن النخلة و ثمرتها هي الدولار الصحراوي الذي يقود اهتمام الجميع في هذا الزمن بالتحديد . يزيد بن سالم المحيميد [email protected]