بعد القرار الروسي الاعتراف باستقلال اوسيتيا الجنوبية وابخازيا فان الاتحاد الأوربي بات يخشى من احتمال التدخل الروسي في شؤون دول أخرى في المنطقة. وفي هذا الخصوص فان برنارد كوشنير، وزير خارجية فرنسا التي تتولى حاليا الرئاسة الدورية لمجلس الاتحاد الأوربي، أعرب عن خشيته في أن تضع حكومة الكرملين "أهدافا جديدة" نصب أعينها لاسيما أوكرانيا أو مولدافيا مضيفا أن روسيا، باعترافها باستقلال الإقليمين الجورجيين، إنما ابتعدت عن معايير القانون الدولي وهو شأن خطير جدا. جاء ذلك في حديث أدلى به السياسي الفرنسي لإذاعة أوربا. أما وزير الخارجية البريطاني، ديفيد ميليباند فقد أعرب عن موقفه بهذا الشأن أثناء زيارة قام بها إلى أوكرانيا حذّر خلالها روسيا من مغبة حرب باردة قد تتسبب بها. وفي لقاء مع طلاب جامعيين في العاصمة كييف أشار الوزير إلى المسؤولية الكبيرة التي قال إنها تقع على عاتق الرئيس الروسي الجديد ديمتري ميدفيدف من أجل الحيلولة دون العودة إلى أجواء الحرب الباردة. وفي ذات الوقت حذر الغرب من مغبة عزل روسيا مشيرا في هذا الصدد إلى الارتباط الوثيق للاقتصاد الروسي بالاقتصاد العالمي موضحا "لأن ذلك سيكون مضرا". المفوض الأوربي لشؤون التوسع، اولي رين، صرح في نفس السياق من هلسنكي قائلا أن أوكرانيا قد تصبح الهدف المقبل للضغوط السياسية القادمة من موسكو باعتبار أوكرانيا وبلدان جارة أخرى تقع ضمن منطقة المصالح الروسية، حسب تعبيره. كما طالب الرئيس الفرنسي، نيكولا ساركوزي، روسيا بالانسحاب الفوري من جورجيا مؤكدا "لا أحد يريد العودة إلى زمن الحرب الباردة" و"إن الناتو ليس خصما لروسيا بل هو شريك لها". وعلى خلفية تلك الموجة من الانتقادات الغربية فان الرئيس الروسي دافع عن قرار بلاده الاعتراف باستقلال اوسيتيا الجنوبية وابخازيا واصفا إياه بالإجراء المناسب الوحيد في ظل الظروف والمعطيات المتوفرة. جاء ذلك في معرض رسالة بعث بها ميدفيدف إلى عدد من رؤساء الدول الغربية في مقدمتهم الرئيس الأمريكي جورج بوش والمستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، ونشرتها الصحيفة الإيطالية "لا ريبوليكا". وعبر مساهمة مكتوبة في صحيفة "فاينانشيل تايمز" البريطانية أعرب الرئيس الروسي عن موقفه من قضية الاعتراف باستقلال الاقليمين الجورجيين مقارنا إياه باستقلال إقليم كوسوفو الصربي والذي حاز على اعتراف وموافقة الغرب مؤكدا على ضرورة تطبيق مبدأ الكيل بمكيال واحد في مجرى العلاقات الدولية التي من المفترض أن تسري على الجميع. هذا واعربت مجموعة السبع عن "ادانتها" لقرار روسيا الاعتراف باستقلال جمهوريتي ابخازيا واوسيتيا الجنوبية الانفصاليتين في جورجيا، وذلك في بيان مشترك اصدرته وزارة الخارجية الاميركية الاربعاء. وقال وزراء خارجية كندا واليابان وفرنسا والمانيا وايطاليا وبريطانيا والولايات المتحدة في البيان "ندين اعمال زميلتنا في مجموعة الثماني" في اشارة الى روسيا. واضاف الوزراء ان "قرار روسيا هذا يثير تساؤلات حول التزامها (مسألتي) السلام والامن في القوقاز".